قال تعالى : "يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ "[النور:37-38] .
أعمال الناس على ثلاثة أقسام: 1-عمل أذن الله به وأباحه ولم يأمر به، فهذا يسمى(حسنا).
2-وعمل أمر الله به وتعبد خلقه به، فهذا يسمى (أحسن).
3-وعمل نهى الله عنه وحرمه، فهذا يسمى (قبيحاً مستهجناً).
فإذا كان يوم القيامة جوزي العباد على الأحسن، وبهذا تفهم معنى قول الله: "لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا "[النور:38] ولا يأتين أحد فيقول: إن العبد يعمل عملاً حسناً وعملاً أحسن منه، فيكافئه الله على الأحسن، فهذا من غير أن يشعر نسب إلى الله الظلم، والله يقول: "إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ "[النساء:40]، ولكن نقول: إن هذا الذي صنفناه على أنه أحسن هو في ذاته مراتب عدة.
ولا يقتصر فضل الله على المجازاة على أعمالنا، بل قال الله: "وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ "[النور:38] قال تعالى: "وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ "[النور:38].
هذا بيان لفضل الله الرب تبارك وتعالى، وأن الله جل وعلا لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وقد تحرر معنا كثيراً أننا نقول: إن الله جل وعلا يقدم من يشاء بفضله ويؤخر من يشاء بعدله، ولا يسأله مخلوق عن علة فعله، ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله.