قال تعالى: "يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ "[النور:43].
والذي أريد أن أقوله هنا هو أن هذه الآية من أعظم الآيات الدالة على قدرة الله جل وعلا،
فالله جل وعلا ذكر فيها مخلوقاً واحداً، هو السحاب، وضمنه أربعة أضداد لا يمكن أن تجتمع في مخلوق واحد،
ولا يقدر على ذلك إلا الله،
فالسحاب يكون منه الودق، أي: المطر والغيث، وهو ماء،
ويكون منه في نفس الوقت الصواعق التي تحرق، وهي في الجملة النار،
(والماء والنار ضدان لا يجتمعان، فجمعهما الرب في مخلوق واحد)
، وفي نفس الوقت يقول الله جل وعلا: "ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا "[النور:43]، والسحاب إذا تراكم بعضه على بعض حجب نور القمر وضوء الكواكب وأصبحت الدنيا ظلمة،
ومع ذلك قرنه الله جل وعلا بالبرق،
فقال سبحانه: "يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ "[النور:43]،
(والبرق نور وضياء، والنور والظلمة لا يجتمعان)،
فينجم عن السحاب أربعة أضداد، الماء والنار، وهما ضدان، والنور والظلمة وهما ضدان.
وهذا من دلائل قدرة الله تبارك وتعالى