تفسير الحديث
من كتاب سنن ابن ماجة ~باب إفشاء السلام
قوله : ( لا تدخلوا الجنة ) كذا بحذف النون هاهنا ، وفي قوله : ( ولا تؤمنوا ) والقياس ثبوتها في الموضعين ، فكأنه حذف نون الإعراب للمجانسة والازدواج ، ثم الكلام محمول على المبالغة في الحث على التحابب وإفشاء السلام ، أو المراد لا تستحقوا دخول الجنة أولا حتى تؤمنوا إيمانا كاملا ولا تؤمنوا ذلك الإيمان حتى تحابوا بفتح التاء وأصله تتحابوا ، أي : يحب بعضكم بعضا ، وأما حمل حتى تؤمنوا على أصل الإيمان وحمل ولا تؤمنوا على كماله فيأباه أن الكلام على هيئة الأشكال المنطقية ، والظاهر أنه قصد به البرهان ، وهذا التأويل يخل به لإخلاله بتكرار الحد الأوسط فليتأمل قوله : ( أفشوا السلام ) من الإفشاء ، أي : أظهروه ، والمراد نشر السلام بين الناس ليحيوا السنة قال النووي : أقله أن يرفع صوته بحيث يسمع المسلم عليه فإن لم يسمعه لم يكن آتيا بالسنة . قلت : ظاهره حمل الإفشاء على رفع الصوت به والأقرب حمله على الإكثار .