ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - صور من حياة أستاذ الرياضيات جفري لانج حين أسلم وكتبه وبعض روابط محاضراته‎
عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 20-05-2011, 09:11
الصورة الرمزية nuha1423
nuha1423
غير متواجد
مـــــراقبة عــــامة
محاضرة في الدورة الثانية لتعليم الفيزياء
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: السعودية - الرياض
المشاركات: 14,946
افتراضي رد: صور من حياة أستاذ الرياضيات جفري لانج حين أسلم وكتبه وبعض روابط محاضراته‎








تابع


تكرر هذه الرؤية خلال العشرة سنوات التالية عدة مرات ، وكانت دائما بهذا الإختصار ،

وهى هى . فى البداية لم أعر لها التفاتا ، ولم أكن أفهم لها معنى !!! ومع تكرارها ،

اعتقدت أن لها مغزى دينى .

وبالرغم من أنى أشركت بعض الأصدقاء المقربين لى فى ذكرها لهم ،

وذلك مرة أو مرتين ، إلا أنها لم تكن تستحق منى التفكير فيها كثيرا .


لم تكن تشغلنى ، وفى الحقيقة أشعر براحة دائما عندما أستيقظ .





أثناء أول مرة أرى فيها هذه الرؤية ، أو بعدها ، فقد طردت من الدروس الدينية !!!

وقبل هذا الفصل الدراسى ، لم يكن عندى أى خوف على إيمانى . فقد كنت قد عمدت ،

ونشأت متأثرا بدراساتى ككاثوليكى .

كانت الكاثوليكية هى الديانة الوحيدة الصحيحة فى كونيكتيكت "Connecticut" .

كل أصدقائى وجيرانى وأقاربى ومعارفى ، باستثناء قليل من اليهود ، كانوا كاثوليك .

ولكن الأمور تتبع بعضها بعضا .


كنت فى بداية سنتى الدراسية العليا فى مدرسة " نوتردام للأولاد" المدرسة العليا ،

وكان مدرسنا كاهن لطيف حقا ، وبدأ ليقنعنا بوجود الله ،

ولهذا بدأ فى شرح التكوين فى مراحل الخلقة الأولى . وقد كنت مولعا بالرياضيات ،

ومفتون بعلم المنطق الرياضى ، ولهذا لم أقاوم معارضة إستنتاجاته .

وكانت حجتى ببساطة ، أن شرح موضوع ما ، لا يعتبر برهانا عليه .


إذا أعطيت للوجود الأعظم الصفات الصحيحة ،

فهذا يفسر وجودنا نحن ، وتصوراتنا العميقة للذنب ، والصواب والخطأ ،

ولكن هناك تفسير آخر ... بالطبع هو تفسير غير صحيح الآن ...

وهذا التفسير نخرج به من العلوم الطبيعية ،

فبينما مازال الصراع فى المفاهيم الدينية قائم على قدم وساق ،

وكذلك التناقضات التى لا يقبلها العلم ، إلا أن العلوم الدنيوية قد وصلت إلى نوع من الإستقرار .

"مداخلة : لا حظ أنه يتكلم حينما كان كاثوليكيا ." .

المناقشة المنطقية فى وجود الله لن تؤدى إلى برهان ، لأنها تنبع من الخوف والجهل المنتشر ،

وربما لو حصلنا على مزيد من الأمان فى حياتنا ، لم نلتزم بالدين ،

وهذه هى الحالة الآن مع الرجال المثقفين ، خصوصا الأكادميين منهم .

وخلال الأسابيع التالية ، كنا نعقد مجموعات من الطلبة لنناقش هذا الأمر ،

وقد إنحاز عدد منهم فى صفى ، وتبنوا الإلحاد والبعد عن الدين منهجا .

وحينما وصلنا إلى طريق حرج مسدود ،

نصحنا الكاهن أنا وزملائى ، بأن نترك الصف الدراسى حتى تتعدل نظرتنا للأمور

ونراها بشكل مختلف ، وإلا رسبنا فى هذه المادة .


وفيما بعد ، فى بعض الليالى على العشاء ، فكرت أن أفاتح أبوى ، لماذا سأنسلخ من التدين ؟؟؟

والدتى صعقت ، ووالدى غضب جدا وصرخ فى ، "كيف لا تعتقد فى وجود الإله ؟؟؟" ،

وتنبأ لى تنبأ صحيحا ، قائلا :

"سيأتى بك الله ساجدا له على ركبتيك جفرى ، وحينئذ ستتمنى أنك لم تولد" ...

سألت نفسى ، لما قال ذلك والدى ؟؟؟ بالطبع لأنه لم يستطع الرد على !!!

هكذا كنت فى عين أسرتى "ملحدا" ، وكذلك فى عين أصدقائى ، وزملائى فى الدراسة .







الشئ الغريب فى الموضوع ... فى هذه الآونة ... أنى ما تركت الإعتقاد فى وجود الله ،

ولكنى كنت أناقش فقط حبا فى الجدال . لم أذكر قط أن الله غير موجود ،

ولكنى أقرر بأن الحجج التى تذكر فى الفصل الدراسى غير مقنعة وغير كافية لصحة الإعتقاد .

مع هذا ، فأنا لم أرفض الوضع الجديد الذى أنا فيه ،

وذلك لأن هذا الصراع النفسى قد أثر على كثيرا .

وهذا الصراع ، قد جعلنى أتأكد ، بأنى لا أعرف ماذا أعتقد ولماذا أعتقده ؟؟؟

وظللت فى الشهور التالية ، أتصارع مع نفسى بالنسبة لوجود الله .

كان الشك هو الغالب فى وقتنا هذا ، الشك فى كل المؤسسات ، حتى الدينية منها .

نحن جيل نشأ على سوء الظن !!! فى أثناء المراحل الدراسية الأولى

كنا نتدرب على اللجوء إلى السراديب تحسبا لغارة جوية نووية ،

وكنا نجهزها بالمواد الغذائية لمجابهة الطوارئ . أبطالنا ، ككنيدى ، ومارتن لوثر كنج الراحلين ،

قد اغتيلوا ، واستبدلوا برؤساء يسهل الضغط عليهم لإنتهاج سياسة مخزية وموجهة .


كان هناك اضطهاد عنصرى ، حرائق ، نهب ، خصوصا فى البلدان الصناعية كالتى أعيش فيها .

كل ليلة نرى قتلى لا عدد لهم ، على التلفزيون . نعيش فى رعب ونتوقع الأذى فى أى وقت ،

ومن أى شخص ، وبدون سبب نعرفه . فكرة أن الله خلقنا بهذه الطريقة ،

وأنه سيعاقب غالبيتنا ، مرعبة ومحزنة أكثر مما لو نعتقد بالدين بالمرة .

لقد أصبحت ملحدا فى الثامنة عشر .

فى البداية ، شعرت بالحرية ، والتحرر من الخوف ،

ومن أن أحدا يتدخل فى أفكارى ، وتصوراتى ، ثم يديننى .

أعيش حياتى لنفسى ، ولست فى حاجة للخوف من وجود أعلى ، ومراعاته فى تصرفاتى .

وبدرجة ما كنت فخورا بأنى أملك الشجاعة لتحمل المسئولية الفردية التى تتحكم فى حياتى .

كنت أشعر بالأمان الشخصى ، فى مشاعرى ، فى نصوراتى ، فى رغباتى ،

كلها نابعة من داخلى ، لا يشاركنى فيها الوجود الأعلى ، ولا أى شخص آخر
.

أصبحت أنا مركز كينونتى ، وأصبحت أنا خالقها ، ورازقها ، والمتحكم فيها .

أنا أقرر لنفسى ما هو الخير ، وما هو الشر ، أصبحت أنا إلهى ، ومنقذى .

وغنى عن القول أنى أصبحت جشعا إلى أقصى درجة ، ومنكبا على اللذات ،

حيث اعتقدت حينئذ ، أكثر من أى وقت مضى، فى المشاركة والإهتمام .

وقد كان السبب فى ذلك ، أنى لا أنتظر مكافأة مستقبلية :


لقد شعرت بحب إنسانى حقيقى ، نعيش الحب ، ليكون هو العاطفة العليا للإنسان .

سواء أكان هذا نتيجة للتطور ، أو الصدفة ، أو للبيئة الحيوية ، فهذا لا يهم ،

لأنه حقيقة ككل شئ آخر ، يعطينا السعادة . حينما تعطى هذا الحب ، تجد مقابله فورا ،

هنا والآن . "مداخلة : وهذا تفسيرا للآية الكريمة

((مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً {18} وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً {19} سورة الإسراء)) ،


وذلك لأن الذين لا يؤمنون بالثواب والعقاب ، وأنهم محاسبون يوم القيامة على أفعالهم ،

يصلون بأعمالهم إلى الأنانية المفرطة ، وحب الذات ، والفساد فى الأرض" .

ذهابك للكلية ، ليس كتركك للمنزل : فأنت ببساطة لن تعيش مع والديك بعد ذلك .

هذه فترة انتقال بين الإعتماد والإستقلال ،

الوقت المناسب والمكان المناسب لتختبر نفسك وآراءك .

لقد تعلمت بسرعة أن لا أحد يعرف معنى الوحدة ، كالملحد .

الشخص العادى حينما يشعر بالوحدة ، يلجأ من عميق شعوره للواحد الأحد ، الذى يعرفه ،

ويوحى له بالجواب ،

ـــــــ
ـــــــ







ــــ










يتبع




أشكر كل من يتابع
[/COLOR]
__________________

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم


رد مع اقتباس