[معلمه طموحه]

اللون الأبيض للسماء نهارا

قد تبدو السماء في بعض الأيام بلون أبيض أو أزرق مائل للبياض وذلك يحدث
لأن الجو معكر ومليء بالدقائق الغبارية وبعض الدقائق الصلبة ويعود ذلك لسببين
:إما بسبب الانعكاس الشمولي لحزمة الضوء المرئي (0.4 – 0.75 ميكرون )من الأشعة الشمسية
وهذا يحدث في الأجواء المتربة حيث يزيد قطر قطيرات
دقائقها الصلبة عن (0.75 ميكرون )أي أكبر من طول الموجات الإشعاعية الضوئية المصطدمة بها .



نلاحظ لون السماء الأبيض المزرق في مدينة لوس أنجلوس
أو الانعكاس الانتقائي عندما يكون الجو الأدنى مليئا بالأغبرة والدقائق والمركبات الغازية مختلفة الأحجام
.منها قطره أقل من (0.455 ميكرون )فتعمل على نثر الأشعة الزرقاء وبعضها الآخر قطره أكبر من
(0.75 ميكرون )فنعكس الأشعة المرئية دون تحلل لمكوناتها وذلك بلونها الأبيض الذي
تداخل مع اللون الأزرق ليضفي على السماء لونا أبيض مزرق أو أزرق مبيض .

لو انعدم الغلاف الجوي لأصبح لون السماء أسود نهارا
دعونا نتصور للحظة انعدام الغلاف الجوي الأرضي فلو نظرنا للسماء خلال ساعات النهار
لبدت الشمس نورا باهرا لدخول ضوئها مباشرة في أعيننا دون أن يتبعثر وتكون بالتالي السماء سوداء مظلمة .



ففي طبقات الجو الوسطى والعليا تصبح كثافة هواءه منخفضة جدا وحجم ذراتها
صغير فلا تتاح لها القدرة على عرقلة الضوء وبعثرته فتبدو السماء سوداء
,هذا ما لاحظه الطيارون بطائراتهم النفاثة التي تطير على علو (12كم) .
فبالابتعاد عن سطح أرضنا إلى نحو (15- 20 كم ),سيتغير لون السماء من الأزرق
البحري إلى الأزرق الكامد على ارتفاع (10كم) ,ثم إلى الأسود على ارتفاع (15كم).
فالسماء في الحقيقة سوداء وليست زرقاء ولو انعدم الغلاف الجوي الأرضي
,أو قلت كثافته كثيرا في أواسطه وأعاليه لكانت سماء النهار سوداء كسماء الليل .



وقفة تأمل : بعد ما عرفناه عن أسرار السماء حري بنا أن نقف وقفة إجلال وإكبار أمام عظمة هذا المشهد الرباني وما منحنا إياه من متعة النظر بجعل السماء لوحة ملونة تخيل لو أنها بلونين أبيض وأسود لكان المشهد مملا
أو كانت سوداء بدون وجود الغلاف الجوي !!
قال تعالى : {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53