قال ابن القيم - رحمه الله - :
و أما محبةُ الرب سبحانه فشأنها غير الشأن ؛
فإنه لا شيء أحب إلى القلوب من خالقها ، و فاطرها ،
فهو إلآهها ، و معبودها ، و وليها ، و مولاها ، و ربُّها ، و مدبرها ،
و رازقها ، و مميتها ، و محييها ؛ فمحبته نعيم النفوس ،
و حياة الأرواح ، و سرور النفوس ، و قوتُ القلوب ،
و نور العقول ، و قرة العيون ، و عمارة الباطن ؛
فليس عند القلوب السليمة ، و الأرواح الطيبة ، و العقول الزاكية أحلى ،
و لا ألذُّ ، و لا أطيبُ ، و لا أسرُّ ، و لا أنعمُ من محبته ، و الأنس به ،
و الشوق إلى لقائه ..
و الحلاوة التي يجدها المؤمن في قلبه فوق كل حلاوة ،
و النعيم الذي يحصل له بذلك أتمُّ من كل نعيم ، و اللذة التي تناله أعلى من كل لذة ..
إلى أن قال : و وجَدَانُ هذه الأمور ، و ذوقُها هو بحسب قوة المحبة ،
و ضعفها، و بحسب إدراك جمال المحبوب ، و القرب منه ..!
اللهم اني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني الى حبك ..!!