
13-07-2011, 02:16
|
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2006
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 4,993
|
|
رد: كلام كذب يرتقه صدق !!
ـ
ليس سهلا التخلص من الأشياء الجميلة ,
أبقى دبقة بها وأحاول بكل صلف أن أُبقي يدي معفرة بها , بكل تلك الأشياء التي تمثل لنا ماءَ وجدناه في "عز" عطشنا , وسط صحراء مقفرة ,
ليس بيدي سوى أن أبدو صلبة, كما تعودتي عليّ , كنت طوال الطريق أصف لكِ كم هي مريعة الضفة الأخرى التي سننتقل لها رغما عنّا ,ولو كان بيدي لأوقفتك وتوقفت ,
لستُ مولعةٌ بالأشياء الجديدة , لاتدرين حقا مدى تقهقري في هذا العالم , كما يصفني أخي بأني كالعجائز كوني لا أتقن مُخرجات ومُدخلات الجوال خاصتي بشكل جيد , وبكل هبل الكون أجيبه أنه لايهمني أن أبدو عالمة في شيء كهذا , وعني صراحة يدور في عقلي لماذا أنا بهذا الشكل المتكاسل في اكتشاف كل ما يُستجد على الساحة ,
لكني أخبرك أني بعدك على خير ما يرام , تدركين كم قضيت في سبر اللحظة التي نمتطيها الآن ,
بعدك انتهى كل شيء وأغلقت علي الأبواب وخلصت أنه يجب علي أن لا اقترف حماقة التعلق بالشخوص ,
لكن يبدو أن بعض القلوب تتسلق كل حواجزك لتحصل بدون أي دفاعات على قلبك , ومن ثم يمضون بكل صفاقة الوداع , يودعوك ثم يطلبون أن تحتسب وأن تنسى وأنك ستقابل من هم أفضل وأحسن , "لا بارك الله في أباليسكم يعني اللحين جاءتكم الحكمة أينها من قبل , كان قلتوا من بدري حتى أضع سياج مكهرب على قلبي".
كنت وحدك تدركين أن صديقتك كتلة من جدار اسمنتي يبدي الجمود ولكن تحته تضطرم نار , تدركين تلك اللحظة حينما ضربتي على كتفي وجمعتني نحو حضنك لأبكي حتى اكسر شقوة الفراق بدموع خرست داخل روحي ,
والله ساعدتني تلك اللحظة وبكل قسوة المكان ذلك المكان الذي اعتلته رهبة مريعة وصار يزفر بحرارة شوت وجوهنا ,
أخبرك ان صديقتك ماتعلمت للآن كيف تسلك هذه الحياة بقلبها الذي يأبى أن يحترف ملعنة الطرق الملتوية , ما تعلمت للآن كيف أسحق وجهي على ربوة النفاق , ماتعلمت حقا كيف أخفف حدة تلك الزفرات حالما أترافع حيال قضايا أراها عادلة ,
لا أدري حقا هل أنا عجينة يبست على عقلية منغلقة أم أنها فعلا مراياي لا تعطيني الصورة واضحة ومقاساتها يعيبها الدقة ,
والله حاولت أن أكون مثل هؤلاء وأراود الخسة عن نفسها , أممم أرأيتي أني لازلت محتدة في وصف ما لا أطيق حتى ضخمت الامور التي تجول في صدري وأن لاأصفها إلا بالأوصاف التي لا تقبل أنصاف الحلول لدي..حماقة أعرف .
لا يهم لا يهم حقا ما يعدوني بها هؤلاء الناصحون أن أبدو بشكل محبب لهم ,
فعلا لا يسعني أن اكون غير ما أنا عليه ,
يقولون أني أوحشهم وبشكل أراه في عيونهم أني خلاف ذلك ولا أرد عليهم إلا بـــ "طيب ويش المطلوب ؟!"
فعلا لايسعني أن اتحبب لأشخاص وأنا لا أحبهم هكذا لا استطيع أن أكذب بالنيابة عن قلبي ,
لدي عهد وثيق معه بأن يتكلم عن نفسه هكذا ربيته , وحتى عقلي لم أتواطئ ضده ولو حتى أمام أبي , لذا كنت أعرض نفسي لتوبيخات شديدة جراء هذا ,
والناس كل الناس تقول بلاش حماقة واتبعي شرعتنا إنها شرعة الناجحين أن أغدو كذابة وهجين لا أعرفني .
الآن الآن بعدما تعرضت لهزات نفسية تؤكد لي أنه ينبغي عليّ تغيير منطقي ضد الحياة وضد كل هذا التجهم الذي تقابلني به , فلابد أن نسبةً من الخطأ أكون مقترفة لها , وعلي أن أمسك العصا من منتصفها , وأن أحاول الكذب , ولكن اترك مسافة للصدق حتى يرتق كل الأخطاء, حتى لاتستحيل عليّ نفسي فأسقط أمامي .
ـ
|