أرقام من أرشيف (سري للغاية)
هناك بعض الأمثلة التي سمح بنشرها من الأرشيف النيوتروني ومنها بعض البيانات الآتية:
1- بالنسبة للقنبلة النيوترونية (كيلو طن) للمدفعية 8 بوصات تكون النواتج الاندماجية 50% والإنشطارية 50%.
2- بالنسبة للصاروخ لانس قصير المدى تكون النواتج الاندماجية 60% والإنشطارية 40%.
3- بالنسبة للقنبلة النيوترونية عيار كيلوطنين) للمدفعية 8 بوصات، تكون النواتج 70% إلى 75% والانشطارية 25% إلى 30%.
والطاقة الناتجة عن الاندماج النووي تكون طاقة موجهة، ولقد أثبتت الدراسات أن الطاقة النيوترونية الناشئة عن قنبلة نيوترونية قوتها (كيلو طن) تزيد كثيرا بل تبلغ عدة أضعاف الشحنة النيروترنية الناشئة عن انفجار انشطاري بقوة 10 كيلوطن.
وعموما فإن السلاح النيوتروني يمكن تفجيره على ارتفاع عدة مئات من الأمتار فوق الهدف ويكون التأثير التدميري والحراري أقل بكثير من الانفجار النووي الانشطاري ويبلغ مدى التأثير على الأنسان في مدى (1-2) كم حسب قوة الانفجار.
حدود الجرعة
عند تعرض الإنسان مباشرة لجرعة نيوترونية تعادل أكثر من 8000 راد فإنه ينتج عنه وفاة مؤكدة خلال عدة دقائق وأقل من بضع ساعات. وعندما تبلغ الشحنة (3000 - 8000 راد) فإن الإنسان يتعرض لإعاقة فورية تجعله غير قادر على أداء مهامه Incapacitated مع احتمالية عالية للوفاة إذا لم تقدم له الإسعافات اللازمة. غير أن هذه الجرعة تخرجه تماما من حسابات المعركة. أما في حالة الجرعة (450- 2000راد) فإن الجندي قد يقوم ببعض الأعمال وهو مجهد ويظهر عليه الإعياء الإشعاعي خلال ساعات مع احتمالية وفاة تقترب من 100% خلال عدة أسابيع.
إن الغرض من السلاح النيوتروني السري هو إخراج البشر من منظومة القتال سواء بالقتل الفوري أو خلال ساعات أو الإعاقة الجزئية، لافساح المجال للتقدم وتنفيذ المهام كاملا وبسهولة (كالسكين في الزبد).. على أن مناقشة الجرعة وحدودها مهمة في حسابات المصمم لتوفير التأثيرات المطلوبة طبقا لفلسفة الاستخدام.
حدود العلاج واحتمالية الوفاة
أثبتت الدراسات التي قام بها المعهد السويدي للطاقة عام 1978م عن احتمالية الوفاة طبقا للجرعة النيوترونية، أنه في حالة تقديم قدر يسير من العلاج في حدود ضيقة فإن الجندي يستطيع أن يتحمل مباشرة حتى 200 Rem أي حوالي (70- 100) راد مع احتمالية العيش بصورة مؤكدة، في حين ترتفع احتمالية الوفاة إلى 50% عندما تصل الجرعة إلى 320 Rem، ولكن في حالة العلاج المركز يمكن أن تصل الجرعة إلى 500 Rem (حوالي 200 راد)، ولكن عند زيادة الجرعة عن 600 Rem (250 راد) فإن الوفاة تكون شبه مؤكدة، مهما بلغت درجة العلاج، أي إن العلاج يكون غير مجد.
مُعَامل الستر وتوفير الحماية
طبقا لميكانيزم التصرف العام للمواد عند تعرضها لجرعة إشعاعية فإنه ينعكس جزء ويمتص جزء ثم ينفذ من الجانب الآخر ما تبقى ومن ثم فإن مقدار التضعيف للأشعة يعرف بمُعامل الستر. ويعرف بالنسبة بين كمية الإشعاع الكلي الذي يصل إلى وجهة العائق وبين كمية الاشعاع الذي ينفذ من الجانب الآخر للعائق، فاذا كان سقوط الإشعاع على عربة مدرعة سمك التدريع فيها 4 سم فإن مُعامل الستر 1.26 أي ينفذ من 80% من الجرعة النيوترونية. ولقد وجد أنه عند زيادة سمك صلب التدريع إلى 10 سم فإن مُعامل الستر يكون 2.54، فإذا كانت الجرعة الإشعاعية عند سطح المدرعة 20 ألف راد فإنه طبقا للحسابات ينفذ منها للطاقم داخل المدرعة حوالي 8 آلاف راد، وهذا يعني شيئا واحداً وهو أن سمك التدريع وإن بلغ 10 سم- وهو السمك العادي لمعظم تدريعات الدبابات - فإن ذلك لا يوفر أي حماية للطاقم.
ولقد وجد أن الماء والتربة والزيوت تعتبر من المواد الرخيصة لتوفير ستر مؤثر وفعال ضد الإشعاع النيوتروني.
القنبلة النيوترونية تكون بلا حل بالنسبة لأطقم الدبابات والمدرعات، اللهم إلا إذا تحركت المدرعة تحت سطح الماء عند قاع النهر وهو المستحيل على الأطلاق!!
ونظرا لأن القنابل النيوترونية تكون مصممة أساسا ضد الجنود في العراء أو داخل المركبات والمدرعات والدبابات فانها توفر أكثر من 20 ألف راد، تقل إلى أكثر من 10 ألف راد داخل الدبابات التي يصل سمك تدريعها حوالي 10 سم من الصلب، وهذه الجرعة تعني الوفاة المؤكدة لأطقم الدبابات دون تدمير الدبابات التي تبقى ساكنة تمثل أطلال المعركة قعيدة بلا حراك مع دمار خفي لأجهزتها الالكترونية المعقدة دون أثر لحياة البشر. وهذا يثبت أنه من الصعب بل من المستحيل حماية أطقم الدبابات والمدرعات من القنبلة النيوترونية. ويؤكد منشأ الفكرة الجهنمية لدولة مثل أمريكا حينما فكرت في استحداثها للقضاء على التفوق الروسي الرهيب في الدبابات علي الجبهة الأوربية خلال الحرب الباردة منذ الستينات من القرن الماضي. وعلى حد تعليق أحد العلماء الأمريكيين فإن الدبابات الروسية لا يمكن حماية أطقمها إلا إذا سارت فوق قاع الأنهار محتمية بطبقة المياه فوقها!! وهي حالة مستحيلة على حد تعليق العالم الأمريكي في تهكمه الواضح.