ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - { مُمَيز } عش دقائق مع القرآن .. في سباق [ الجُزء الثآني ] ~
عرض مشاركة واحدة
  #483  
قديم 28-07-2011, 14:05
الصورة الرمزية nuha1423
nuha1423
غير متواجد
مـــــراقبة عــــامة
محاضرة في الدورة الثانية لتعليم الفيزياء
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: السعودية - الرياض
المشاركات: 14,946
افتراضي رد: { مُمَيز } عش دقائق مع القرآن .. في سباق [ الجُزء الثآني ] ~


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوديان

السؤال


العثرة عثرتان : عثرة الرِجل وعثرة اللسان ولقد جاءت إحداهما قرينة الأخرى في آية في كتاب الله . ما هي هذه الأية ؟؟


وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ﴾ [ الفرقان :63 ]


: هاتان صفتان بينهما تلازم وعلاقة ، فالأولى : في حركة الرِجلْ ، والأخرى : في حركة اللسان ، ومعلوم أن العثرة عثرتان : عثرة الرجل وعثرة اللسان ، لذا جاءت إحداهما قرينةً للأخرى فعثرة اللسان توضح خللاً في كلام الإنسان وبيانه ، وغالب الحكم على الإنسان من هيئة جسده ، ومن منثور منطقه ..

يقول ابن القيم رحمه الله : [ وتأمل كيف جمعت الآية وصفهم في حركتي الأرجل والألسن بأحسنها وألطفها وأحكمها وأوقرها ، فقال تعالى : ﴿ الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ﴾ أي : سكينة ووقار ، ونطقهم نطق حِلم ووقار فلهذا جمع بين المشي والنطق في الآية ] أ.هـ ( البدائع : 2/158-159 ) .

أيها الفاضل : إن ديننا العظيم نظم كل جوانب حياتنا ، حتى هيئة المشية التي ينبغي أن يكون عليها المؤمن لها سماتٌ لابد من التنبه لها ، لأننا في عصر تخلى فيه الشباب - خصوصاً - عن كثيرٍ من هذه السمات في اللباس والهيئة والمشية والكلام ، حتى أصبحوا مسخاً لا يمثلون دينهم ولا قيمهم ولا مجتمعهم ، ولو أن الناس أخذوا هذه القيم لرأينا أمراً آخراً .

يا أيها المؤمن بربه ؛ تأمل في مشية بعض الناس كيف يشمخ فيها بأنفه ، وآخر يمشي يصعر فيها خده ، وآخر يمشي متماوتاً مترهلاً متأنثاً !

عباد الرحمن يمشون على الأرض هوناً مشية فيها توسط واعتدال ، بين السعي الشديد والتبختر والكبر ، وبين التهاون والضعف ، المؤمن إذا مشى على أرض الله لحاجته فهو لا يجهد ولا يركض لهذه الدنيا ؛ كما يفعل بعض المفتونين بالمال يلهثون ليلهم مع نهارهم فإذا جاء زرع الآخرة فهم الكسالى النائمون مع أن السعي والجهد مطلوب بالأعمال الأخرى ؛ يقول تعالى : ﴿ وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنة ﴾ [ آل عمران : 133 ] .


أما السمة الثانية فهي : عفة اللسان عن فاحش القول قال تعالى : ﴿ وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ﴾ ، عباد الله ، إذا كان بعضنا قد سلم من صفة الكبر وضرب الأرض أشراً وبطراً ؛ فلربما يكون ضعيف القياد للسانه ، لأن قيادة الجسد أهون من قيادة اللسان ، لكن هذا هو سبيل عباد الرحمن لا يلقون الكلام عن عواهنه ، حتى في مواطن المجادلة والمخاصمة والمخاطبة مع الذين لا يقدرون الأمور ، مع الجاهلين الذين لا يردعهم رادعٌ عن إطلاق السباب والشتائم على من يخاطبون .

معاشر المؤمنين ، ما هو شأننا لو تحدث معنا جاهل طائش ؟ وتطاول في الكلام وتعدى حدوده ؟ أنرد عليه بالمثل معتذرين لأنفسنا بألوان الأعذار أم نعمل بمقتضى صفات عباد الرحمن ؟!!
__________________

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم


رد مع اقتباس