ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - صور من حياة أستاذ الرياضيات جفري لانج حين أسلم وكتبه وبعض روابط محاضراته‎
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 08-08-2011, 15:34
الصورة الرمزية nuha1423
nuha1423
غير متواجد
مـــــراقبة عــــامة
محاضرة في الدورة الثانية لتعليم الفيزياء
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: السعودية - الرياض
المشاركات: 14,946
افتراضي رد: صور من حياة أستاذ الرياضيات جفري لانج حين أسلم وكتبه وبعض روابط محاضراته‎

[







تسمرت هناك وظهرى للمسجد . لا أعلم ماذا أفعل .

شعرت بالخجل والهزيمة . وبدأت فى العودة لمكتبى .

مرت بعض الثوانى وأنا أحملق فى السماء ، كانت واسعة ، غامضة و مريحة .


لقد حاربت عشر سنين فى التوجه إلى الله ودعائه ،

ولكن مقاومتى إنهارت الآن فقلت "يا إلهى !

إذا كانت إرادتك لى أن أنزل إلى مكان المسجد ، فامنحنى القوة لفعل ذلك" .

وانتظرت . لا شئ ! كنت أتمنى أن تميد الأرض من تحتى ، أن أتلقى وميض ضوء ...

وإذا بى أدور 180 درجة عائدا للمسجد ، وفتحت الباب ودخلت .

"هل تبحث عن شئ ؟؟؟"
لقد قطعت حديثهم . كانوا يقفون أمامى ناحية الحائط الأيسر ،

بقدمين بلا أحذية ، وكانوا أقصر منى قليلا .

كان أحدهم يرتدى ملابس شرقية ، مع غطاء رأس مستدير أبيض ،

والآخر يلبس ملابس افرنجية .

نسيت ما كنت أخطط له . "هل عمر أو محمود هنا ؟؟؟" ،

هذا ما صدر منى . وبدأت مرة ثانية فى القلق .

"ما هو اسمهم الآخير ؟؟؟" ... والرجل بلا غطاء رأس بدأ فى الشك .

"قنديل" ... قالا ... لا يوجد أحد هنا سوانا .

"آسف ... ربما أكون فى مكان خطأ" . ودرت لأعود أدراجى .



"هل تريد أن تعرف شيئا عن الإسلام ؟؟؟" .

قال ذلك الشخص الذى يرتدى غطاء الرأس .

"نعم نعم فعلا أرغب فى ذلك" ، وتوجهت نحوهم .

"هل تسمح بخلع نعليك" طلب منى ذلك بأدب .

وبدأ الذى يلبس الملابس الشرقية فى الكلام ، والآخر ينظر إلى تعبرات وجهى .






جلسنا على الأرض فى الركن الأيسر .

عبد الحنان طالب من ماليزيا ، ومحمد يوسف الطالب الآخر ، من فلسطين .

وذكرت لهما ما أعرفه عن الإسلام ،

فكانوا معجبين ومندهشين من معلوماتى ، وقد تكلمنا لحوالى ربع الساعة .

سألت بعض الأسئلة السطحية ، ولكن الإجابة لم تكن كما توقعتها .




تكلم عبد الحنان عن الملائكة تضرب أرواح الكفار فى القبر ،

وعن عذاب القبر الذى سيلاقيهم . ،


فتظاهرت بالإستماع ، ثم قلت لهم أن عندى محاضرة وأريد الذهاب .

"وهذه حيلة كثيرا ما تنفع" وشكرتهما وحاولت العودة .

وبينما كنت على وشك الإنصراف


إذ بالباب يفتح وأرى ظل رجل فى المدخل ،

فقد كانت الإضاءة ضعيفة فى الحجرة ، له لحية كثة ،

ويلبس جلبابا قصيرا بعض الشئ ، وعلى رأسه عمامة .

كان كأنه موسى عليه السلام عائدا من جبل سيناء . شكله له سحر ،

مما اضطرنى للبقاء .


دخل بهدوء ، وكان من الواضح أنه لم يشعر بوجودنا .

تمتم بشئ لمحمد ، ثم دخل غرفة المغسلة .







هذا الأخ "غسان" ، إمام المسجد والذى يؤم المصلين فى الصلاة .

ذكروا لى ذلك بحيوية وانشراح .

ولكنى أعلم من قراءتى بأن المسلمين ليس عندهم كهنة رسميين ،

فأيا منهم يمكنهم الإمامة فى الصلاة ، قلت ذلك لهما .



فقال محمد "نعم من الممكن أن أؤم أنا أو عبد الحنان أو أى شخص" .

وبعد دقيقة عاد غسان للحجرة ، فأفسح له الطالبان مكانا ليجلس فيه .

وضع يديه على ركبتى ، وسألنى ما هو اسمك .


وكان هو أول من سألنى عن اسمى ، فلم يفعل ذلك نحند أو عبد الحنان ،

قلت له "جيف لانج"... هل أنت طالب فى الجامعة ؟؟؟ ،

وذلك لأن ملامحى تظهر أنى أصغر من سنى الحقيقى .

فقلت له "لا ، أنا مدرس رياضيات بالجامعة" .

فاتسعت حلقتى عينيه وهو ينظر للآخرين . ثم استأذنى غسان ،

لأنهم سيصلون صلاة العصر . وبدأوا فى الصلاة .


بدأ غسان المناقشة ، "ما الذى جعلك تهتم بالإسلام ؟؟؟" .


فقلت لقد قرأت عنه ، وأخذنا نناقش بعض الأمور الفنية ،

ولكننا لم نكن متواصلين فى النقاش . وانتهى ما فى جعبتى من أسئلة ،

كما انتهى ما فى جعبتهم من إجابات ، فهممت بالإنصراف .

فسألنى "هل لديك أسئلة أخرى ؟؟؟" . فقت لا .








وفجأة خطر لى سؤال لا أعرف كيف أصوغه ،

فسكت لحظة ثم قلت "هل تستطيع أن تخبرنى ،

ماهو شعورك بأن تكون مسلما ؟؟؟

أعنى كيف ترى علاقتك مع الله ؟؟؟



عرفت فيما بعد بأن غسان له وضعه هنا وفى الخارج ،

كزعيم روحى ، وله قدرة على محاورتك فى كثير من الأمور

والقدرة على إقناعك ، بمعنى آخر له هيبة وحدس .


كانت أول كلمة تصدر منه ، عبارة عن خشوع ونداء "الله" ،

ومد فيها طويلا . ثم سكت وأخذ نفسا عميقا .

"إنه الكبير ونحن لا شئ بجوار عظمته ، نحن أقل من ذرة رمل بجواره" .

"وبالرغم من ذلك فهو يحبنا ، ويكرمنا ،

ويرحمنا أكثر من رحمة الأم مع رضيعها" .

شعرت أنى قد فجرت فيه كل العواطف بسؤالى هذا .

"ولا يحدث شئ إلا عن إرادته" ، ووضع يديه على صدره ،

"لا نتنفس إلا بأمره ، ولا نخرج النفس إلا بأمره ،

لا نحرك أرجلنا إلا بأمره ، لا تسقط ورقة من شجرة إلا بأمره ،

لا نتكلم إلا بأمره ، وحينما نسجد لعظمته على الأرض

نشعر كمسلمين بالسعادة الغامرة تغشى قلوبنا ، نشعر بالقوة التى يمنحها لنا ،


ولا توجد كلمات يمكن التعبير بها عن شعورنا تجاه عظمنه .

لابد من أن تذوقها بنفسك ... فلو أراد شخص أن يشرح لك طعم شئ لم تذقه ،

فلن يستطيع ، إلا أن تفعل ذلك ، لابد من التجربة" .






بقى هادئا لعدة ثوان ، كأنه يريد أن تتفاعل الكلمات معى ،

وفعلا كنت أود أن نتبادل المواقف ، ولو لبضع دقائق ،

لأشعر بالرغبة ، والعاطفة ، والشوق للإله . كانت كلماته تخرج من القلب ،

ولا تملك حياله إلا التسليم للإيمان .

أردتُ معْرِفة الصفاءِ والعذابِ،الرجاء والخوف،

وأن أتمرّد على التفاهةِ التى أعيش فيها ، وأن إستسلمِ للإيمان .

اشتقتُ أَنْ أُنتعَشَ مِنْ هذا الموتِ الروحيِ .



واصطك بأذنى هذا السؤال ،

"لذا، هَلْ تَرغَبُ فى أَنْ تَكُونَ مسلما؟" . كان كالصريخ فى أذنى !!!

ما الذى دعاه لهذا السؤال ؟؟؟ ماذا سأقول لعائلتى ،

لأصدقائى ، لزوجتى السابقة ... أنا أعمل فى جامعة يسوعية ،

ماذا سيكون موقفى فى عملى ؟؟؟ "


أجبت على الفور .. لا ليس الآن على كل حال ،

أنا مجرد أردت أن أطرح بعض الأسئلة"






يتبع


أشكر كل من يتابع


__________________

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم


رد مع اقتباس