ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - صور من حياة أستاذ الرياضيات جفري لانج حين أسلم وكتبه وبعض روابط محاضراته‎
عرض مشاركة واحدة
  #63  
قديم 24-08-2011, 17:16
الصورة الرمزية nuha1423
nuha1423
غير متواجد
مـــــراقبة عــــامة
محاضرة في الدورة الثانية لتعليم الفيزياء
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: السعودية - الرياض
المشاركات: 14,946
افتراضي رد: صور من حياة أستاذ الرياضيات جفري لانج حين أسلم وكتبه وبعض روابط محاضراته‎







واصطك بأذنى هذا السؤال ،

"لذا، هَلْ تَرغَبُ فى أَنْ تَكُونَ مسلما؟" . كان كالصريخ فى أذنى !!!


ما الذى دعاه لهذا السؤال ؟؟؟ ماذا سأقول لعائلتى ،

لأصدقائى ، لزوجتى السابقة ... أنا أعمل فى جامعة يسوعية ،

ماذا سيكون موقفى فى عملى ؟؟؟ "


أجبت على الفور .. لا ليس الآن على كل حال ،

أنا مجرد أردت أن أطرح بعض الأسئلة"






يتبع

نتابع الآن :





تمنيت أن لو كنت أنهيت الموضوع حينئذ . ما الذى سأفعله هنا ؟؟؟

شعرت بالتوتر يشل كل جسدى ، استعد للهجوم التالى !!!


كنت أعرف أنى لابد أن أكون أكثر صلابة هذه المرة ،

ولكن جزءا منى كان يحن لسماع كلام غسان مرة ثانية .

استقصاء ، وصول ، إلتماس ، توسل ، صلاة

"لا تتركنى يارب بعد أن وصلت إلى هذه المرحلة" .

لاشك أن غسان قد مر بمثل هذا الموقف من قبل ،

وهو يعلم أنه لا يجب عليه أن يستسلم بسهولة .

فأعاد مرة ثانية بهدوء , "ولكنى أشعر بأنك تؤمن به ، لماذا لا تحاول ؟؟؟"



تلاشت الأصوات والوجوه ، لا داعى لهذا الإنزعاج . أنا لا أدين لأحد بشئ ،

لا غسان ولا الأصدقاء ولا لأى أحد . القرار قرارى أنا بمفردى .

حينئذ تذكرت ما علمنيه والدى ، "اتبع مشاعرك ، دون النظر إلى الآخرين" .

نظرت إلى الثلاثة ، وقلت

"نعم أريد أن أكون مسلما" .



تهللت وجوههم بالبهجة والإرتياح ، وذكرونى بمهندسى الناسا وهم يحطون على سطح القمر .

فعجبت لماذا كل هذا الإهتمام ، هل تحولوا هم أيضا للإسلام ؟؟؟

.



على كل حال ، لم أتحول بعد رسميا ،

وما زال أمامى إجراءات رسمية . فتح باب المسجد ثانيا ،

وكان هناك ظل شخص آخر يلبس جبة وعمامة ، أضخم قليلا من غسان ،

فقد كان الضوء خافتا .






"مصطفى" … ناداه غسان . هذا الأخ يريد أن يدخل فى الإسلام .

كان وجه مصطفى أبوى كبير ، تهلل وأقبل يعانقنى .

"مصطفى" ، قال غسان ، عليه أن ينطق بالشهادتين ، وتراجع بهدوء . فلتعلمه ماذا يقول .


أخذ مصطفى يشرح لى معنى الشهادتين ، باللغة الإنجليزية ،

ثم أتبع شرحه باللغة العربية ، طالبا منى ترديدها خلفه .

"أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله" .


رددتها وراءه ، وشعرت بالحماية ، والأمان ، والإنطلاق ، والحرية .


لقد غمرنى شعور من الحب ، وأحسست بحب الواحد الأحد لى .

لقد عدت إلى حقيقتى مرة ثانية .

"الله" … نطقها مصطفى . وكررتها مرتين خلفه .

بعد يومين ، أديت أول صلاة للجمعة فى المسجد .

كان يوما مشرقا دافئا فى سان فرانسيسكو ، ووقفت فى الصف الثانى ،

بينما غسان يرتل القرآن الكريم ، بطريقته المحببة المميزة .

كانت التلاوة ببطء ، لها وقع موسيقى جميل ، وتخرج من فم غسان بعمق ،

كأنه طفل تائه يلتمس أبويه بنغمة حانية . كنا نقف جنبا إلى جنب ، وكتفا إلى كتف .




"الله أكبر" … وحين سماع الأمر نركع ويدينا على ركبتينا ،

وظهورنا عمودية على أرجلنا . وتمتمت "سبحان ربى العظيم …

أحمدك يارب أن جئت بى إلى هنا" .



"سمع الله لمن حمده" … "ربنا ولك الحمد" . وعدنا وقوفا ،

فى حركة كأننا جسم واحد . لقد صليت أربع صلوات فى المسجد مع آخرين ،

ولكن ليس بهذا العدد . الآن يوجد بالمسجد ثمانون شخصا ،

فى هذه الغرفة الضيقة . شباب من كل بقاع العالم ،

يمثلون ربما حوالى عشرون دولة ، يحيُون معنى الأخوة .







"الله أكبر" … انحنينا بسيولة وبشكل رشيق ، إلى الأرض ،

أولا على ركبنا ، ثم وضعنا أصابعنا على الأرض ، ثم جباهنا على السجاد ،

"سبحان ربى الأعلى" كررتها عدة مرات ،

مناجيا ربى "اللهم لا تجعلنى أعود لما كنت فيه" .





"الله أكبر" … جلسنا على الأرض فى صفوف خلف غسان ،

وكنت فى الصف الثالث ، فقد كان غسان يقف فى الأول بمفرده .

"الله أكبر" … سجدنا على السجاد ذو الخطوط الحمراء والبيضاء ،

ثم جلسنا مرة ثانية . وشملنا الهدوء ، كأن الصوت قد أغلق .

.


وحينما نظرت إلى الأعلى ، وجدت غسان إلى شمالى فى المنتصف ، أسفل الشباك ،

والضوء خافت من خلاله ، وكان بمفرده دون صف بجانبه ،

وكان يلبس جلبابا أبيضا طويلا ، وعلى رأسه غطاء أبيض بخطوط حمراء .




"الرؤيا" صرخت من داخلى . "الرؤيا بالضبط" ،

لقد كنت قد نسيتها بالمرة ، والآن ذهلت وارتعبت . هل أنا فى حلم ؟؟؟

هل سأستيقظ منه ؟؟؟ وأخذت أتلفت حولى لأطمئن أنى لست نائما !!!

أحسست ببرودة شديدة ، جعلتنى أرتعش . يا إلهى !!! إنها حقيقة .

وفجأة شعرت ببعض الدفء ، فقد انهمرت الدموع من عينى !!!


"السلام عليكم ورحمة الله" … التفتنا إلى اليمين ورددنا الكلمات .

"السلام عليكم ورحمة الله" … التفتنا إلى الشمال ورددنا الكلمات …

وانتهت الصلاة .








جلست على البساط ، وأخذت أحملق فى الجدران وأفكر لمدلول هذه الرؤى !!! …

شئ غريب هذه الرؤى ، وهناك الكثير الذى لا نفهمه !!!





ولكن مهما كانت الآلية خلفها ، ففى هذه الرؤية ،

رأيت خلالها تفاصيل حياتى — أشياء فعلتها ..

أناس قابلتهم .. فرص مرت بى .. خيارات اخترتها لم يكن لها معنى فى حينها —

كلها أدت إلى هذه الصلاة وكانت تتويجا لإستسلامى للإيمان .


الآن أشعر بأن الله كان دائما قريبا منى يوجهنى ، ويخلق لى الفرص لأختار ، تاركا الإختيار لى .



كنت شارد الفكر عن حقيقة القرب والحب لله الموحى بها للبشر ،

ليس لأننا نستحقها ، ولكنها هناك لمن يطلبها منه سبحانه وتعالى .


لا أستطيع أن أقول بالضبط ، ما معنى هذه الرؤية ،

ولكنى أرى فيها فرصة جديدة للثبات على الإيمان .




انتهى الفصل الأول "الشهادة" … !!!






تم الفصل الأول بحمد لله

__________________

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم


رد مع اقتباس