
24-08-2011, 17:16
|
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: السعودية - الرياض
المشاركات: 14,946
|
|
رد: صور من حياة أستاذ الرياضيات جفري لانج حين أسلم وكتبه وبعض روابط محاضراته
واصطك بأذنى هذا السؤال ،
"لذا، هَلْ تَرغَبُ فى أَنْ تَكُونَ مسلما؟" . كان كالصريخ فى أذنى !!!
ما الذى دعاه لهذا السؤال ؟؟؟ ماذا سأقول لعائلتى ،
لأصدقائى ، لزوجتى السابقة ... أنا أعمل فى جامعة يسوعية ،
ماذا سيكون موقفى فى عملى ؟؟؟ "
أجبت على الفور .. لا ليس الآن على كل حال ،
أنا مجرد أردت أن أطرح بعض الأسئلة"
يتبع
نتابع الآن :
تمنيت أن لو كنت أنهيت الموضوع حينئذ . ما الذى سأفعله هنا ؟؟؟
شعرت بالتوتر يشل كل جسدى ، استعد للهجوم التالى !!!
كنت أعرف أنى لابد أن أكون أكثر صلابة هذه المرة ،
ولكن جزءا منى كان يحن لسماع كلام غسان مرة ثانية .
استقصاء ، وصول ، إلتماس ، توسل ، صلاة
"لا تتركنى يارب بعد أن وصلت إلى هذه المرحلة" .
لاشك أن غسان قد مر بمثل هذا الموقف من قبل ،
وهو يعلم أنه لا يجب عليه أن يستسلم بسهولة .
فأعاد مرة ثانية بهدوء , "ولكنى أشعر بأنك تؤمن به ، لماذا لا تحاول ؟؟؟"
تلاشت الأصوات والوجوه ، لا داعى لهذا الإنزعاج . أنا لا أدين لأحد بشئ ،
لا غسان ولا الأصدقاء ولا لأى أحد . القرار قرارى أنا بمفردى .
حينئذ تذكرت ما علمنيه والدى ، "اتبع مشاعرك ، دون النظر إلى الآخرين" .
نظرت إلى الثلاثة ، وقلت
"نعم أريد أن أكون مسلما" .
تهللت وجوههم بالبهجة والإرتياح ، وذكرونى بمهندسى الناسا وهم يحطون على سطح القمر .
فعجبت لماذا كل هذا الإهتمام ، هل تحولوا هم أيضا للإسلام ؟؟؟
.
على كل حال ، لم أتحول بعد رسميا ،
وما زال أمامى إجراءات رسمية . فتح باب المسجد ثانيا ،
وكان هناك ظل شخص آخر يلبس جبة وعمامة ، أضخم قليلا من غسان ،
فقد كان الضوء خافتا .

"مصطفى" … ناداه غسان . هذا الأخ يريد أن يدخل فى الإسلام .
كان وجه مصطفى أبوى كبير ، تهلل وأقبل يعانقنى .
"مصطفى" ، قال غسان ، عليه أن ينطق بالشهادتين ، وتراجع بهدوء . فلتعلمه ماذا يقول .
أخذ مصطفى يشرح لى معنى الشهادتين ، باللغة الإنجليزية ،
ثم أتبع شرحه باللغة العربية ، طالبا منى ترديدها خلفه .
"أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله" .
رددتها وراءه ، وشعرت بالحماية ، والأمان ، والإنطلاق ، والحرية .
لقد غمرنى شعور من الحب ، وأحسست بحب الواحد الأحد لى .
لقد عدت إلى حقيقتى مرة ثانية .
"الله" … نطقها مصطفى . وكررتها مرتين خلفه .
بعد يومين ، أديت أول صلاة للجمعة فى المسجد .
كان يوما مشرقا دافئا فى سان فرانسيسكو ، ووقفت فى الصف الثانى ،
بينما غسان يرتل القرآن الكريم ، بطريقته المحببة المميزة .
كانت التلاوة ببطء ، لها وقع موسيقى جميل ، وتخرج من فم غسان بعمق ،
كأنه طفل تائه يلتمس أبويه بنغمة حانية . كنا نقف جنبا إلى جنب ، وكتفا إلى كتف .
"الله أكبر" … وحين سماع الأمر نركع ويدينا على ركبتينا ،
وظهورنا عمودية على أرجلنا . وتمتمت "سبحان ربى العظيم …
أحمدك يارب أن جئت بى إلى هنا" .
"سمع الله لمن حمده" … "ربنا ولك الحمد" . وعدنا وقوفا ،
فى حركة كأننا جسم واحد . لقد صليت أربع صلوات فى المسجد مع آخرين ،
ولكن ليس بهذا العدد . الآن يوجد بالمسجد ثمانون شخصا ،
فى هذه الغرفة الضيقة . شباب من كل بقاع العالم ،
يمثلون ربما حوالى عشرون دولة ، يحيُون معنى الأخوة .

"الله أكبر" … انحنينا بسيولة وبشكل رشيق ، إلى الأرض ،
أولا على ركبنا ، ثم وضعنا أصابعنا على الأرض ، ثم جباهنا على السجاد ،
"سبحان ربى الأعلى" كررتها عدة مرات ،
مناجيا ربى "اللهم لا تجعلنى أعود لما كنت فيه" .
"الله أكبر" … جلسنا على الأرض فى صفوف خلف غسان ،
وكنت فى الصف الثالث ، فقد كان غسان يقف فى الأول بمفرده .
"الله أكبر" … سجدنا على السجاد ذو الخطوط الحمراء والبيضاء ،
ثم جلسنا مرة ثانية . وشملنا الهدوء ، كأن الصوت قد أغلق .
.
وحينما نظرت إلى الأعلى ، وجدت غسان إلى شمالى فى المنتصف ، أسفل الشباك ،
والضوء خافت من خلاله ، وكان بمفرده دون صف بجانبه ،
وكان يلبس جلبابا أبيضا طويلا ، وعلى رأسه غطاء أبيض بخطوط حمراء .
"الرؤيا" صرخت من داخلى . "الرؤيا بالضبط" ،
لقد كنت قد نسيتها بالمرة ، والآن ذهلت وارتعبت . هل أنا فى حلم ؟؟؟
هل سأستيقظ منه ؟؟؟ وأخذت أتلفت حولى لأطمئن أنى لست نائما !!!
أحسست ببرودة شديدة ، جعلتنى أرتعش . يا إلهى !!! إنها حقيقة .
وفجأة شعرت ببعض الدفء ، فقد انهمرت الدموع من عينى !!!
"السلام عليكم ورحمة الله" … التفتنا إلى اليمين ورددنا الكلمات .
"السلام عليكم ورحمة الله" … التفتنا إلى الشمال ورددنا الكلمات …
وانتهت الصلاة .
جلست على البساط ، وأخذت أحملق فى الجدران وأفكر لمدلول هذه الرؤى !!! …
شئ غريب هذه الرؤى ، وهناك الكثير الذى لا نفهمه !!!
ولكن مهما كانت الآلية خلفها ، ففى هذه الرؤية ،
رأيت خلالها تفاصيل حياتى — أشياء فعلتها ..
أناس قابلتهم .. فرص مرت بى .. خيارات اخترتها لم يكن لها معنى فى حينها —
كلها أدت إلى هذه الصلاة وكانت تتويجا لإستسلامى للإيمان .
الآن أشعر بأن الله كان دائما قريبا منى يوجهنى ، ويخلق لى الفرص لأختار ، تاركا الإختيار لى .
كنت شارد الفكر عن حقيقة القرب والحب لله الموحى بها للبشر ،
ليس لأننا نستحقها ، ولكنها هناك لمن يطلبها منه سبحانه وتعالى .
لا أستطيع أن أقول بالضبط ، ما معنى هذه الرؤية ،
ولكنى أرى فيها فرصة جديدة للثبات على الإيمان .
انتهى الفصل الأول "الشهادة" … !!!
تم الفصل الأول بحمد لله
__________________
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
|