[سلمان]

أعتقد بأن المسألة ليست فقط في الإمكانيات المادية. الأهم من ذلك هو الطموح لدى الفرد نفسه.
لقد تطورت وسائل البحث العلمي ولكن لم يتطور الفرد نفسه. قسم كبير من شبابنا لا يطمح للعلم بذاته بل للحصول على وظيفة. فترى القسم الأكبر لا يتقبل المعلومة بسهولة وبمجرد الانتهاء من الامتحانات لا يبقى في ذهنه أي شيء مما درسهز لعلنا نتكلم هنا عن مشاهدات في مادة الفيزياء كمثال على ذلك.
في الزمن الماضي كان طالبوا العلم يحبون العلم لذاته فتراهم يسافرون من بلد إلى بلد لتلقيه رغم صعوبة السفر في تلك الأيام. ويتنقلون من عالم إلى عالم. فتجد بعض العلماء قد ولدوا في دمشق مثلا وتقرأ في سيرته أنه رحل إلى الحجاز ثم إلى مصر ومنها الى بغداد وبعدها إلى الأندلس وقد يموت هناك. لكنه يترك ورائة ثروة من المعرفة وكتبا في شتى الفروع الطب والهندسة والصيدلة والكيمياء والرياضيات والفيزياء
ان تنقله لم يكن لطلب المال بل بالعكس كان ينفق المال لتلقي العلم.
في المقابل اصبح هذا النموذج في بلداننا نادرا جدا جدا ولعلنا نناقش الاسباب التي أدت إلى ذلك. ولكن عندما يتوفر مثل هؤلاء الطموحين للعلم يكون الروتين سببا في هجرتهم إلى دول الغرب التي ترحب بهم وتهيئ لهم أسباب البحث مما يجعلهم يبدعون في مجالهم. حيث أنه ينتهي بهم المطاف في بلداننا العربية إلى وظيفة قد لا تكون في نفس مجال تخصصهم وتحضرني هنا شخصية الدكتور فاروق الباز فقد مر بتجربة مماثلة في مصر.
رغم ما يصرف على التعليم في الدول العربية إلا أن هناك شيئا ناقصا يجعل الطلاب بتخرجون ليكونوا موظفين وليس علماء. يحتاج الأمر إلى دراسة وبحث لمعرفة الأسباب
أختم كلامي بما حصل في أمريكا عندما أرسل الاتحاد السوفيتي سابقا أول رجل إلى الفضاء اجتمع الرئيس الأمريكي آنذاك جون كنيدي وأعلن أن هناك خطأ في التعليم في أمريكا لآن السوفيت سبقونا إلى الفضاء وبالفعل خلال سنوات قليلة جدا. استطاعت الولايات المتحدة ان تسابق السوفيت وترسل أول رحلة فضاء إلى سطح القمر