السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى : " ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون (14) لقالوا سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون (15) " سورة الحجر
قبل أن أشرح هذه الآية سأوضح لكم معنى " يعرجون " .. يعرج أي يصعد كما في الإسراء والمعراج ، ويعرج يتحرك بميل ، إذا كلمة يعرجون تحمل معنيين : معنى الصعود ومعنى التحرك بميل .
فماذا تقول هذهـ الآية ؟!
( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون ) بدؤوا يصعدون في هذا الباب بعد فترة سيخرجوا خارج الغلاف الجوي ، ولاحظ كلمة ( ظلوا ) تحدث في النهار ، فالحديث هنا عن الصعود ليس ليلا إنما نهارا ، فلو كان الصعود في الليل لقال " باتوا يعرجون " .
إذا سنفتح باب من أبواب السماء ونسمح للبشر يصعدوا فيه في النهار بعد ما يتجاوزون الغلاف الجوي سيرون ظلاما يسيطر على الأرض ويسيطر على الكون فيقولون : سكرت أبصارنا من أين جاء الظلام ونحن في النهار ! سحر هذا ليل في النهار !
فلوا تجاوزا الغلاف الجوي سيشاهدون ظلام قد أطبق على الشمس وعلى الكرة الأرضية في النهار .. هذا النهار في السماء .
والأعجب من هذا إشارات القرآن الكريم إلى أمور منها قوله تعالى ( بابا من السماء ) ، ثبت اليوم في العلم الحديث أن المركبات الفضائية إذا أرادت أن تخرج من الغلاف الجوي لا تستطيع أن تخرج من أي مكان لابد أن تخرج من أماكن محددة يسمونها اليوم " منافذ الغلاف الجوي " فالغلاف الجوي له أبواب ولايمكن الخروج إلا من هذه المنافذ ، وأي مركبة تحاول أن تخرج من غير هذه الأبواب " ستنفجر " .
والأمر الثاني .. لكي يخرجون من الغلاف الجوي لابد أن تكون الحركة منحنية لا يمكن أن تكون مستقيمة ، عرفتم معنى ( يعرجون ) وما قال " يصعدون " ، لأن الصعود حركة مستقيمة أما العروج حركة صاعدة مائلة .
فسبحان الله