السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إخوتي وأخواتي الأكارم ..
سوف أطرح بين أيديكم اليوم موضوعا في غاية الأهمية (على الأقل من وجهة نظري!!)..موضوع يضم بين ثناياه دراسات وأبحاث وملاحظات تدور جميعها حول ظاهرة جديدة تسللت إلى حياة معظم الأسر .. (خصوصا تلك الأسر التي تكون فيها الأم عاملة)..
تلك الظاهرة أصبحت مرضا خطيرا بل وباء مزعجا ينتشر كانتشارالنار في الهشيم!!
أعزائي..
لن أطيل عليكم..
هيا بنا لنكتشف معا خبايا تلك الظاهرة المهمة والخطيرة ولنسبر أغوارها من خلال السطور التالية..
[glint]مهلا مهلا..[/glint]
نسيت أن أنبهكم لشيئ ضروري وهام جدا..
قبل أن تبدأوا بقراءة الموضوع ..
لدي نصيحة صادقة لكم..
أعزائي..
أرجو من كل من يقرأ هذا الموضوع أن يحاول ولو مرة واحدة على الأقل أن يتلافى ماورد فيه من سلبيات..وأن يطبق ماورد فيه من نصائح وتوجيهات..(وإن كانت النصائح الواردة فيه موجهه للمرأة..إلا أنه يمكن للرجل أن يستفيد منها في توجيه زوجته وقريباته..)..
عشمي فيكم كبير...فلا تخيبوا ظني فيكم!!
والآن ..
بإمكانكم قراءة الموضوع..(وبدون مقاطعات مني!!)..
الظاهرة التي كنا نتحدث عنها ..هي الصراخ المستمر للزوجة " الأم" طوال اليوم حتى لا يكاد يخلو منه بيت أو تنجو منه أسرة لديها أطفال في المراحل التعليمية المختلفة .
ففي معظم بيوتنا الآن وبسبب الأعباء المتزايدة على الأم بسبب العمل وصعوبة الحياة وسرعة إيقاعها ومشاكلها الاجتماعية والاقتصادية والضغوط النفسية المتزايدة ، وربما أيضا بسبب طموحات المرآة التي تصطدم غالبا بصخرة الواقع المر والمعاكس ، بالإضافة إلى مسئولية الأم في مساعدة أطفالها في تحصيل وفهم استيعاب دروسهم ودس المعلومات في رؤسهم بعد ان فقدت المدرسة دورها ، الأمر الذي جعل الأم في موقف صعب لا تحسد عليه ، فكيف لها بعد يوم عمل شاق وطويل ومعاناة في العمل وفي الشارع في رحلتي الذهاب والعودة ، كيف لها بعد كل ذلك أن تقوم بدورها في تربية وتنشئة أطفالها وتقويم سلوكياتهم وإصلاح " المعوج" منها امام طوفان من التأثيرات السلبية تحيط بهم من كل جانب في زمن القنوات المفتوحة والدش والإنترنت والموبايل والإعلانات الاستفزازية ؟؟ وكيف لها بعد ان تعود إلى بيتها مرهقة ومنهكة وغالبا محبطة ان تدرس الدروس والمعلومات والإرشادات والتوجيهات في عقول أبنائها في برشامة مركزة يصعب عليهم غالبا ابتلاعها !
وهنا ظهر المرض ومعه الكثير من الأمراض المختلفة ، وكثرت الضحايا وامتلأت عيادات الأطباء بأمهات معذبات تجمعهن غالبا ظروف متشابهة وهي انشغال الأب بعمله أو سفره للخارج ، واعتقاده الخاطئ ان دوره يقتصر على توفير الأموال لأسرته واعتماده الكامل على الزوجة في التربية والتنشئة ومساعدة الأطفال في تحصيل دروسهم ..
الأمر الذي شكل عبئا كبيرا على الزوجة وضغطا مستمرا على أعصابها..و الخطورة هنا أنه مع تطور أعراض المرض والتي تبدأ كالعادة " ذاكر يا ولد .. ذاكري يا بنت..أسكت يا ولد..حرام عليكم تعبتوني ...الخ
تقوم الأم ذلك بانفعال وحدة ثم بصوت عال ورويدا رويدا تبدأ في الصراخ وتفقد أعصابها تماما وتتحول الحياة في البيت إلى جحيم لايطاق ..
وهنا يبدأ الأطفال في الاعتياد على الصراخ ويتعايشون معه فهم يصبحون عليه ويمسون عليه (اصحى يا ولد.. نامي يا بنت ....اطفي التليفزيون....الخ )
المهم في هذا الجو يبدأ كبار الأطفال في التعامل مع أشقائهم الأصغر بأسلوب الصراخ .
وهنا يزداد صراخ الأم للسيطرة على الموقف .. وعندما يحضر الأب ..بعد يوم شاق واجه خلاله ضوضاء وصراخا في كل مكان.. في العمل.. في الشارع ..ويكون محملا غالبا بمشاكل وصراعات واحباطات وربما أيضا بصراخ الضمير في زمن أصبح الماسك فيه على دينه وأمانته ونزاهته واخلاقه كالماسك الجمر بيده أو بكلتا يديه.. المهم عند عودة الأب يحاول الجميع افتعال الهدوء تجنبا لمواجهات حتمية قد لا تحمد عقباها ، ولكن لان الطبع يغلب التطبع ، لان المرض يكون قد أصاب كل أفراد الأسرة ..
فان الأب يفاجأ بالظاهرة بعد ان أصبحت مرضا مدمرا فيبدأ المناقشة مع زوجته:
ماذا حدث ؟
وما الذي جرى لكم؟
صوتكم وصل إلى الشارع ؟
فــتبكي الزوجة المسكينة وتنهار وتعترض : (نعم أنا أصرخ طوال النهار ..أنا على وشك الجنون..ولكنه الأسلوب الوحيد الذي أستطيع التعامل به مع أولادك إجلس معنا يوم وجرب بنفسك) ..وهنا ربما يحاول الزوج احتواء الموقف ودعوة زوجته المنهارة للهدوء وربما يطيب خاطرها بكلمة أو كلمتين ولكن - وهذا هو الأغلب حدوثا للآسف – ربما ينحرف الحوار إلى الجهة الأخرى خاصة عندما يؤكد الزوج لزوجته أنه هو الآخر على أخره وتعبان ومحبط ويحتاج للأكل والنوم.. وهنا قد تصرخ الزوجة): حرام عليك.. حس فيني.. متى أتكلم معاك ؟ساعدني انا محتاجة لك) ويرد الزوج غالبا) : وأنا محتاج للهدوء حرام عليك أنت).. وكلمة وكلمتين يجد الزوج نفسه في النهاية يصرخ هو الآخر ، فلا أسلوب يمكن التعامل به مع هؤلاء سوى الصراخ..وتفشل محولات بعض العقلاء من الأزواج في احتواء الموقف والتعامل مع الظاهرة " الصارخة " بالحكمة والمنطق والهدوء ويستمر الجحيم و الانهيار .
[glint][grade="8B0000 FF6347 8B0000"]
فإلى متى ستظلين تصرخين يا سيدتي ؟ [/grade][/glint]
ماذا حدث لنا؟
أين أمهات الزمن الجميل ؟
هل كانت أمهاتنا يصرخن مهما زاد عدد أفراد الأسرة ؟
وهل فشلن في تربيتنا وتنشئتنا ؟
ولماذا اذن الكثيرون منا رجالا ونساء فاشلون في تربية أطفالهم ورعاية أسرهم ؟
لماذا أصبح الصراخ هو اللغة الوحيدة للحوار ، بل السمة المميزة والمسموعة لبيوتنا ؟
يتبع..