أخوتي الكرام قلت فيما سبق
أنني أظن إن المنهجية الصحيحة في بحثنا عن الحقيقة والتي يجب ان نلتزم بها متمثلة في الخطوات الأتية :
1-علينا أن نعتمد المشاهدة كأساس للتنظير لأن اي نظرية تتعارض مبادئها مع ظاهرة طبيعية أو تجربة ولا تستطيع تلك النظرية احتواء تلك الظاهرة وتفسيرها، سيؤدي ذلك الى اعتبارها نظرية غير واقعية ولو حققت نجاحات في جوانب أخرى ذلك لقصورها عن أحتواء كل الوقائع والمشاهدات الطبيعية.
وعلينا ان نجرد تلك المشاهدات من تفسيراتها السابقة من قبل النظريات السابقة وبذلك سيتجمع لدينا كم كبير من الظواهر ونتائج التجارب التى تحتاج الى اطارنظري شامل يحتويها ويفسرها جميعا و بتناسق
2-علينا ان لا نعتمد كثيرا على الرياضيات كأساس لوضع المبادئ والتنظير وأكتشاف الظواهر لأن الرياضيات لغة ارقام معقدة بعض الشيء وكثيرة الأحتملات في تفسير معادلاتها وارقامها واقعيا ،واحيانا قد لايفهم بشكل صحيح مراد معادلاتها وعلى ماتدل وقد يختلط فيه الخيال بالحقيقة والمستحيل بالمؤكد.
وقد أثبت اسلوب اعتماد الرياضيات الصرفة كأساس لتنظير عدم واقعيته وقربه من الخيال، والأفضل أن نستخدم الرياضيات لدعم نظرياتنا ومبادئنا أكثر منه لكتشاف النظريات والمبادئ جديدة
3-علينا ان نفهم ونعي جيدا معاني ودلالت كل المبادئ والفروض التى نتعامل معها سواء الفروض والمبادئ التي قمنا نحن بفتراضها او مبادئ وفروض النظريات السابقة، وعلينا ان نعي ابعادها الحقيقية ودلالتهاالمنطقية ونبحر في معانيه الفلسفية ولا نكتفي بالتعامل معها رياضيا وبمعانيها الظاهرة فقط
4-علينا أن ندعم الفروض التي نعتمدها سواء من النظريات السابقة او التي نفترضها نحن بأدلة حسية كمشاهدات وتجارب او ادلة عقلية قوية وعلينا ان لا نلزم انفسنا بأي فرض كان من أي نظرية كانت مهم كان راسخا في الأذهان الا بدليل حسي او عقلي قوي
عندما نعتمد هذا الأسلوب سيتجمع عندنا كم هائل من الظواهر والمشاهدات بدون تفسيراتها والأطر النظرية القديمة التي تصفها وتصف تفاعلاتها على سبيل المثال لا الحصر تجربة رذرفورد في قذف رقاقة الذهب بوابل الجسيمات الموجبة (والتي تم التأكد من شحنتها وكتلتها بتجربة مستقلة طبعا) سنتفق تقريبا على أنها تثبت وجود منظومة الذرة والنواة الموجبة ...ألخ وتجربة الغرفة الفقاعية كذلك تثبت لنا وجود الجسيمات بكتلها المعروفة وشحناتها.. ألخ وكذلك تكون الجسيمت الأولية المتضادة (كالألكترون والبزترون) في الغرفة المخلخلة الضغط من من موجة كهرومغناطسية ذات طاقة عالية وكذلك تفاعل الإفناء عند تلاقي هذين الضديدين ورجوعهما إلى حالة الموجات الكهرو مغناطسية وسنسأل نفسنا مما تتركب هذه الجسيمات الأولية وماهي تركيبتها الدااخلية وماهي ألية تفاعلها مع بعضها ؟؟؟( لعل الكثير منا لم يسأل نفسه هذا السؤال رغم أنه من البديهي سؤاله ولاكن للأسف حتى أسئلتنا تأخذ منحى التكرار ونحن أصبحنا نحب أن نكرر كلام غيرنا)وكذلك ماهي الشحنة والمجال وكيف تتفاعل االمجالت مع بعضها ولماذا الفوتونات لاتخضع لقانون زيادة الكتلة مع السرعة بل لها سرعة ثابتة ولماذا الموجة المصاحبة لحركت الجسيمات... ألخ وللعلم هذا الأسئلة التي ذكرتها كلها غير مجاب عنها ولاكن تم التوصل لمعادلات رياضية تصفها ولاكنها غير معللة ولايوجد إطار نظري يجمع كل تلك الحقائق !!
وفي جانب أخر على سبيل المثال أيضا سنلاحظ أختلاف ملاحظة الراصدين المختلفين الحالة في ملاحظة الكتل والأطوال وقرائت الزمن بين الأجسام المختلفة الحركات وأيضا بين الأجسام التي تتعرض لجاذبية أكثر( وللعلم فأن ردود فعل الجسم المتحرك من ناحية قياس الكتلة والزمن والأطوال توازي ردود فعل الجسم المتعرض للجاذبية ) فالساعات تتباطء في الأودية عنها في الجبال وفي سطح زحل عنها في سطح الأرض وكذلك وجود تأثير لكتلة ضخمة في الكون لا تتمثل في النجوم والكواكب المرائية وهي تمثل تقريبا 90% من كتلته الأجمالية وكذلك تباطؤ غير متوقع لمركبات الفضاء حين سيرها في الفضاء الخارجي ألخ وهنا نطرح أسئلة عن ماهية الجاذبية والمجال الجاذبي والية تفاعل الكتل مع بعضها وعن ماهية الفضاء الكوني وماهية المكان والزمان وعلاقتهما بالفضاء الكوني ولماذا تزداد قياسات الكتل وتتباطئ الأزمنة وتتقلص الأطوال في بعض الظروف؟؟؟... الخ
وهنا نجد أنفسنا أمام الظواهر الكونية جمعا فالكون واحد وقوانينه واحد وتأثيرات كل القوة واحدة ويبقى أن نجد إطار نظري يجمع كل تلك الظواهر ويستطيع تفسيرها ولا بأس بالأستعنة بالنظريات السابقة ولاكن بشرط أن لا تعجز عن تفسير بعض الظواهر والمشاهدات ويقى لنا أن نعرف حدود كل قانون ومبدئ ومتى يكون ذلك المبدئ ساري ومتى يتعطل والأسباب المنطقية لتعطيل كل مبدئ وهكذا نتوصل لفيزياء بتعليلاتها المنطقية
ويتبع أن شاء الله