وقبل أن نسوق أدلة وجود ذلك المائع علينا ان نحاول وصف الفراغ وصفا دقيقا ونعلم مالذي يقصده العلماء بالفراغ المنتشر في ارجاء الكون فمصطلح الفراغ يطلق في الغالب في ثلاث حالات مختلفة كل الأختلاف عن بعضها ويجب أن لا نخلط بينها ألا وهم فراغ نسبي و فراغ مطلق و فراغ عام (كوني)
1-الفراغ النسبي : وهو فراغ الشيء الما من شيء أخر يحتمل ان يحويه كقولنا السلة فارغة من التفاح او أنبوبة مفرغة من الهواء
2-الفراغ المطلق : وهو الفراغ من كل شيء أي بمعنى العدم فهو لايوصف بطول ولا مساحة ولاكتلة ولا أي صفة للموجودات وهو الخلو من كل شيء وفي الحقيقة فأنه لايمكن أيجاد ولاحتى وصف لهذا الفراغ فهو ببساطة يعني ألا وجود
3-الفراغ العام (الفراغ الكوني) : وفي وصف هذا النوع من الفراغ يقع الخلط ،فهذا النوع من الفراغ هو حالة عامة في أرجاء الكون ولايصح وصفه بالخلو المطلق لأنه لن يتميز من العدم حينها .وصفة المكان والزمان التي تطلق على الفراغ الكوني هي صفات وكما هو معلوم فأن الصفة تحتاج لموصوف تلتصق ويتصف بها ولا أدل على ذلك من وصف النسبية العامة للفضاء فهي تصفه بالأنحناء والتموج أحيانا الى ما ذلك من الصفات التي تدل على وجود موصوف ملموس يتصف بتلك الصفات أما وصفنا للفضاء بأوصاف هندسية مجردة فهذا شيء ابعد مايكون عن التصور، لأن الأوصاف الرياضية بصفة عامة والهندسية هي اوصاف تجردية تخيلية ذهنية ولكي يمكن تطبيقها واقعيا وتصبح اوصاف تمثل حقيقة فأنها تحتاج الى أشياء حقيقية واقعية ملموسة أو محسوسة تطبق تلك الأوصاف في العالم الحقيقي فمعادلات وصف أنحناء الفضاء مثلا هي ارقام و رموز تكتب على الورق وأنحناء الفضاء هو حدث واقعي يحتاج الي فاعل ومفعول به يقع عليه الفعل وهنا لايستقيم الحال أن نقول أن ذلك المفعول به وهو الفضاء هو شيء غير ملموس او غير ذات كيان، فأما ان يكون الفضاء شيء موجود وقائم بحد ذاته وذو صفات معينة وأما أن يكون شيء تخيلي تجريدي موجود في مخيلتنا فقط كخطوط الطول والعرض وهنا فقط يمكننا أن نصفه بالهندسة المجردة ولن نبحث حينها عن كنه للفضاء