ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - خياران أمام البشرية
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 23-11-2006, 05:19
الصورة الرمزية Diamond
Diamond
غير متواجد
فيزيائي قدير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
الدولة: بلد الحرمين
المشاركات: 1,418
Lightbulb مشاركة: خياران أمام البشرية

صوره لغلاف كتاب موجز في تاريخ الزمان منذ الانفجار العظيم حتى الثقوب السوداء باللغة الإنجليزية:

http://www.fadhaa.info/uploader/up/f...6232147773.jpg

خلاصة الكتاب:
نحن نجد أنفسنا في عالم مذهل.ونود أن نتفهم مانراه من حولنا،وأن نسأل:ماهي طبيعة الكون؟؟وماهو موقعنا منه؟؟ومن أين جاء وجئنا؟ولماذا هو كما هو؟؟

في محاوله للإجابة عن هذه الأسئلة،نعتمد "صورة ما للعالم".وكما برج السلاحف اللامتناهي الذي يحمل الأرض المسطحة في مثل هذه الصورة،كذلك هي نظرة الأوتار العظمى.كل منهما نظريه للكون،ولو أن الأخيرة رياضيه وأكثر دقه بكثير من الأولى.وكل من النظريتين،يفتقر إلى البرهان المنظور:
فكما أن أحداَ لم يشاهد سلحفاة عملاقه والأرض على ظهرها،كذلك فإن أحداَ لم ير وتراَ فائقاَ.غير أن نظرية علميه السلحفاة تسقط،لعدم كونها نظريه علميه معقولة،إذ تحتمل سقوط الناس عن حافة العالم..وهذا بالطبع مالا يتوافق مع التجربة،إلا إذا اعتبر تفسيراَ لمن يفترض أنهم اختفوا في مثلث برمودا.

كانت المحاولات النظرية الأولى لوصف الكون وشرحه،تشمل الفكرة القائلة بأن الأحداث والظواهر الطبيعية،تحكمها أرواح ذات انفعالات إنسانيه،تتصرف بطريقة جد إنسانيه،لايمكن التنبؤ بها.كانت هذه الأرواح تسكن الأشياء الطبيعية،كالأنهار والجبال،وكذلك الأجرام السماوية،كالشمس والقمر.ولم يكن بد من تهدئة ثورتها والتماس عطفها،تأميناَ لخصب الأرض ولدورة الفصول.ولكن لابد وأن يكون قد لوحظ تدريجياَ،وجود شئ من الانتظام:فالشمس تشرق دوماَ من الشرق،وتغرب في الغرب،سواء في ذلك قُدمت أو لم تقدم الأضاحي لإّله الشمس.ثم إن الشمس والقمر والكواكب،تتبع مسارات دقيقه في السماء،يمكن التنبؤ بها مسبقاَ وبدقه بالغه.كان من الممكن بعد،اعتبار الشمس أو القمر بمثابة آلهة،إلا أنها آلهة تخضع لقوانين صارمة،من دون أي استثناء في الظاهر،إذا ماصرفنا النظر عن توقف الشمس من أجل يشوع.

لم تكن هذه الأنظمة والقوانين واضحة المعالم في البدء إلا في علم الفلك والقليل من الحالات الأخرى.ولكن مع نشوء الحضارة،خصوصاَ في القرون الثلاثة الأخيرة،تم اكتشاف المزيد من الأنظمة والقوانين.قاد نجاح هذه القوانين،العالم"لابلاس"في بداية القرن التاسع عشر،نحو صياغة قدريه علميه،أي أنه اقترح أو توقع وجود مجموعه من القوانين،تحدد تطور الكون بدقه،انطلاقا من معرفه تكوينيه في فتره معينه.

كانت قدرية"لابلاس"ناقصة من وجهتين:فهي لم تقل كيف يكون اختيار القوانين،ولم تحدد التكوين الأولي للكون-هذان الأمران كانا متروكين للقدرة الألهيه.فالله عزوجل،هو الذي يختار كيف يبدأ الكون،ولأي القوانين يخضع،إلا أنه لا يتدخل في الكون بعد ابتدائه.أي أن الله سبحانه،كان مقتصراَ (كذا)في الواقع،على الميادين التي لم تدركها العلوم في القرن التاسع عشر.

ونعرف اليوم أن آمال"لابلاس"في القدرية لا يمكن تحقيقها،على الأقل لما كان في تفكيره.فمبدأ الارتياب لميكانيكا الكم،يفرض عدم القدرة على التنبؤ ببعض أزواج الكميات-مثل موقع وسرعة الجسيم-بشكل دقيق.

وتتعامل ميكانيكا الكم مع هذا الوضع،عبر مرتبه من نظريات الكم،حيث لا مواقع ولا سرعات واضحة المعالم للجسيمات،بل تتمثل في موجات.ونظريات الكم هذه،قدريه،بمعنى أنها تضع قوانين لتطور الموجه مع الزمن.فإذا عرفنا الموجه في زمن ما،يمكننا حسابها في وقت آخر.ولا يأتي العنصر العشوائي الذي لا يمكن التنبؤ به،إلا عندما نحاول تفسير الموجه وفقاَ لمواقع الجسيمات وسرعاتها. ولكن قد يعود هذا الخطأ إلينا:إذ قد لا يكون هنالك أي مواقع أو سرعات للجسيمات،بل موجات فقط.وأنها لمجرد محاولة منا للتوفيقيين الموجات وبين أفكارنا المسبقة عن المواقع والسرعات.ويكمن السبب الظاهري لفقدان التنبؤية،في عدم التوافق الناتج.

لقد أعيد الواقع،تعريف مهمة العلم،بكونها اكتشاف قوانين،تمكننا من التنبؤ بالأحداث ضمن الحدود التي يرسمها مبدأ الارتياب.ولكن يبقى السؤال:كيف،أو لماذا،كان اختيار القوانين والوضع الأولي للكون؟؟
رد مع اقتباس