
25-06-2012, 14:19
|
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 58
|
|
فاذا كانت جهنم ثقب اسود عليه يصبح دخولها حتمي للبر والفاجر كما في قوله تعالى: ( وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72) مريم.وعليه يصبح الصراط المستقيم جسر يخترق جهنم داخليا (وليس فوقها) كما في الحديث الذي رواه مسلم قوله (ص) يوضع الصراط بين ظهراني جهنم . وبين ظهراني الشئ يعني في وسطه وليس فوقه . ثم انه يصبح ايضا ان الوزن المقصود في قوله تعالى : (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9) الاعراف .هو وزن مادي جاء بسبب كثرة حسنات المؤمن في الدنيا كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عندما اشار صلى اله عليه وسلم الى ان ساقيه يوم القيامة اثقل من جبل احد. فمن كان ثقيلا عبر بسرعة ومن كان خفيفا تلاعبت به النار ومزقته.
من كل ما سبق يتضح تصور القرآن لمصير البشر بصورة علمية واضحة . فنحن الان في كوكب الارض ضمن المجموعة الشمسية وان يوم القيامة يعني اقتراب الشمس ومجموعتها من جهنم ، ففور دخول الشمس ومعها كواكبها في محيط جاذبية جهنم ، تجذب جهنم الشمس بطريقة لولبية فتلفها حولها لفة اثر اخرى حتى تبتلعها وذاك يوم القيامة. فيدخل البشر كلهم من بعد الحساب جهنم ، فالكافرون يلقون فيها في النار القاءا اذا ليس لهم صراط ، اما المؤمنون فيدخلونها عبر الصراط المستقيم وهم سالمون وتحدد اوزانهم سرعتهم عبر الصراط.ثم يعبرون من بعد الخلوص من النار الى القنطرة ومنها كل الى جنته.
يحدث كل هذا في كوننا الحالي ولا يوجد شئ اسمه ان الكون كله سينهار يوم القيامة ويخلق الله كونا جديدا فهذه المسلمة ما هي الا خرافة وسوء فهم لقوله تعالى : (يوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) ابراهيم. فالتبديل الوارد في الاية مقصود به التغيير في جوهر الشئ مع الابقاء على اصله.اما الابدال فمعناه لغة ازالة الشئ كلية وان لم تأت ببدل.
اذن ومما سبق تصبح الاجابة على السؤال الذي يحير وللاسف حتى عقول المسلمين ، هل توجد حياة في الكون مثل التي في الارض ؟ وبمعنى آخر هل هناك مخلوقات مثلنا في موضع آخر من الكون الواسع ؟ والاجابة بكل بساطة نعم انها الجنان ! فهي فيها مخلوقات تشبهنا سماها الله بالحور العين والغلمان ، وفيها عمارات كما قال الله تعالى (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20) الزمر وفيها فواكه واشجار وجو تلك الكواكب معتدل جدا وفيها شلالات مائية وَمَاء مَّسْكُوبٍ (31) الواقعة. ونوافير مياه كما في قوله تعالى فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) الرحمن .والى غير ذلك من وصف الجنان.
فالخلاصة اننا سنرحل يوما ما عن كوكب الارض في سفر عبر الزمن الى كواكب اخرى الحياة فيها لا يتصورها عقل ! ووسائل هذا السفر هي الصراط المستقيم وجهنم والقنطرة . والعجيب في الامر ان هذه الوسائل هي نفسها التي يعتمدها العلم الحديث لتحقيق فكرة السفر الى العوالم الاخرى . فيقولون ان السفر الى تلك العوالم سيتحقق عبر ثلاث وسائل فقط فاما عبر الخيوط الكونية او عبر الثقوب السوداء او عبر الثقوب الدودية ! ونحن اثبتنا في كتابنا القيامة في ضوء العلم الحديث ان جهنم هي ثقب اسود ، وان الصراط المستقيم تنطبق صفاته مع صفات الخيط الكوني ، وان القنطرة تنطبق صفاتها مع صفات الثقب الدودي ، وان العوالم التي يقصدون السفر اليها يسمونها كواكب اخرى والقرآن سماها الجنان! ونقول لهم ان ما توصلتم اليه عن طريق العلم موجود في كتاب الله ، ولكن نقول لهم ان حلم السفر الى تلك العوالم العجيبة لن يتحقق الا يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين . وسينفذ السفر لا محالة ولكن هناك من يسقط في الطريق في ظلمات جهنم وهناك من ينجو ويفوز . ونقول لهم ان النجاة وتحقيق ذاك الحلم يبدأ من هنا ، من الحياة الدنيا وذلك طريقه واحد لا ثاني له الا وهو الدخول في الاسلام ! فهل من داخل قبل فوات الاوان؟
بهذه المعايرة بين القرآن والعلم الحديث نكون قد نفخنا معاني آيات القيامة وتحرك وتجدد المعنى برغم ثبات النص ! وهذا لا يعني هذا ابدا تجهيل علماء السلف .. لا ابدا ، لكنه هو الاعجاز الفعلي للقرآن واحاطته لعلوم كل زمان ومكان ! ثم بهذه المعايرة نكون قد حررنا يوم القيامة من الخرافات التي نسجت حوله بسبب الاحاديث الموضوعة والفهم الخطأ لايات البعث والقيامة والتي جعلت فهمه مستشكلا وغير واضح ، فوضعنا يوم القيامة كما اراده الله في قرآنه وكما بينه الرسول (ص) في احاديثه الصحيحة ولا غرو ان يتطابق هذا والعلم الحديث فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض.
|