
27-06-2012, 03:10
|
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: السعودية - الرياض
المشاركات: 14,946
|
|
من مفكرة عاشق دمشقي
يا شام . إن جراحي لا ضفاف لها
فامسحي عن جبيني الحزن والتعبا
وأرجعيني إلى أسوار مدرستي
وأرجعي الحبر ، والطبشور ، والكتبا
تلك الزواريب ، كم كنز طمرت بها
وكم تركت عليها ذكريات صبا
وكم رسمت على حيطانها صورا
وكم كسرت على أدراجها لعبا
أتيت من رحم الأحزان .. ياوطني
أقبل الأرض ، والأبواب ، والشهبا
حبي هنا . وحبيباتي ولدن هنا
فمن يعيد لي العمر الذي ذهبا
أنا قبيلة عشاق بكاملها
ومن دموعي سقيت البحر والسحبا
فكل صفصافة حولتها امرأة
وكل مئذنة رصعتها ذهبا ..
هذي البساتين .. كانت بين أمتعتي
لما ارتحلت عن الفيحاء ، مغتربا
فلا قميص من القمصان ألبسه
إلا وجدت على خيطانه عنبا
كم مبحر .. وهموم البر تسكنه
وهارب من قضاء الحب ، ما هربا
يا شام . أين هما عينا معاوية
وأين من زحموا بالمنكب الشهبا
فلا خيول بني حمدان راقصة
زهوا ، ولا المتنبي ماليء حلبا
وقبر خالد في حمص نلامسه
فيرجف القبر من زواره غضبا
يارب حي .. رخام القبر مسكنه
ورب ميت ، على أقدامه انتصبا
يا بن الوليد .. ألا سيف تؤجره
فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا ..
|