ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - مهمَّة استراتيجية.. إدارة الأزمات في المدارس
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-09-2012, 15:53
الصورة الرمزية ساعد وطني
ساعد وطني
غير متواجد
فيزيائي جـديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 13
افتراضي يتبع

مــراحـــل إدارة الأزمــــة

ولإدارة الأزمة المدرسية، من منظور التخطيط الاستراتيجي، فإن ثمة خمس مراحل رئيسة، يجب التركيز عليها، للوصول إلى النتائج المرجوة، وهذه المراحل تتشابك وتتلاحق، فيما بينها، بحيث يصعب فصلها عن بعضها البعض، وهي:

- مرحلة اكتشاف إشارات الإنذار المبكر، حيث من الضروري وضع قائمة إرشادية، تصف الطرق والأساليب والاستراتيجيات، التي يمكن أن تترجم إلى أداءات فعلية، بحيث تعدل من سلوك القادة المعلمين، وتدريبهم على مواجهة الأزمة، والسير الصحيح باتجاه التدابير الوقائية، التي تحول دون وقوعها، ونظرًا لصعوبة الحصول على مؤشرات وبيانات دقيقة، فإن القادة مطالبون بالتنبؤ المبكر، في ضوء ما يشعرون به من إشارات تحذيرية، لجوانب الخطر، مع ضرورة البدء في اتخاذ التدابير الوقائية، والإجراءات العلاجية السريعة، ومن ثم منع حدوث الأزمة، أو على الأقل الحد من تداعياتها، وتقليل خسائرها إلى المستوى الأدنى.

- مرحلة الاستعداد والوقاية: وهي تمثل الأنشطة الهادفة في تغطية الإمكانات والقدرات، وتدريب الأفراد، على كيفية التعامل مع الأزمة، ويجب أن يتوافر لدى الإدارة المدرسية، الاستعدادات والوسائل الكفيلة بالوقاية من الأزمة، وتستهدف هذه المرحلة، اكتشاف نقاط الضعف في منظومة التعليم، ومعالجتها قبل أن تستفحل ويصعب علاجها، والسعي من أجل منع الأزمة من الوقوع، وإدارتها على نحو جيد، وهذا يتطلب وضع مجموعة من الخطط البديلة، لمواجهة جميع الاحتمالات، وتوقع المسارات التي يمكن أن تتخذها الأحداث، على أن يختبر ذلك كله، بحيث يكون كل فرد على دراية تامة بمهامه.

ــ مرحلة احتواء الأضرار والحد منها: وهي تعتمد إلى حد كبير على كفاءة وفاعلية ما تم إنجازه في المرحلة السابقة، وتتضمن مجموعة من العناصر، التي تعكس مدى قيام الإدارة بتنفيذ الخطط الموضوعة، وترجمة الاستعدادات، وإعداد التدابير المناسبة، للحد من الأضرار الناجمة عن الأزمة، ومنع انتشارها بفترة زمنية مناسبة عند حدوثها، فإذا لم يتم الإعداد الجيد لهذه التدابير، فإن الأزمة قد تخرج عن السيطرة، وتتفاقم بشكل حاد.. فهدف هذه المرحلة، إيقاف سلسلة التداعيات الناتجة عن الأزمة، داخل منظومة التعليم.

- مرحلة استعادة النشاط: وفيها يبرز مدى تكامل الأدوار، لأعضاء فريق إدارة الأزمة، من حيث القدرات الفنية والإدارية، لاستعادة الأصول التي فقدت أثناء الأزمة، سواء أكانت هذه الأصول مادية أو معنوية، والتخفيف من تداعيات الأزمة، على الأطراف المعنية، واستعادة مستويات النشاط.

ــ مرحلة التعلم: وهي تتضمن دراسة وتقييم الأحداث التي وقعت، واستخلاص الدروس والعبر منها، سواء من تجربة المدرسة ذاتها، أو من تجارب مدارس أخرى، مرت بأزمات مماثلة.. فهذا من شأنه زيادة الخبرة، في إدارة الأزمة.


اتــخــاذ الـــقـــرارات

ولكونها ذات طبيعة استثنائية، فإن إدارة الأزمات، بحاجة إلى اتخاذ قرارات استثنائية، تختلف في كثير من الأمور عن القرارات التي تتخذ في الظروف العادية، وليس من أسلوب وحيد، تتخذ به القرارات، عند إدارة الأزمات، بل ثمة تباين في الأساليب، بحسب نوع الأزمة، ومدى شدتها، ففي الأزمات المتوقعة، واضحة الأبعاد، يستخدم أسلوب التفكير الإبداعي، عن طريق تحديد الأزمة، وتوليد وتنمية الأفكار المتعلقة بالأزمة، ومن ثم تحليلها وتقييمها، لبدأ تنفيذها.. بينما في الأزمات غير المتوقعة، فإن الأمر يتطلب السرعة في اتخاذ القرارات، في ضوء تسارع الأحداث، وضيق الوقت، ونقص المعلومات، ويرى غير واحد من خبراء علم الإدارة، أن الأسلوب الأنسب، في حالة عدم التأكد، هو «اتخاذ قرارات، باستخدام المنهج المفتوح النهاية، بحيث يتم اتخاذ القرارات، في موقف الأزمة، دون تحديدات أولية، وإنما يتم تحديد هدف ووسيلة القرار بالتدرج، ومن خلال اكتشاف المجهول، أثناء التعامل مع الأزمة».

ولا ريب أن كل القرارات، التي تتخذ من قبل القائد العام لفريق إدارة الأزمة، وهو مدير المدرسة، تؤثر فيه مجموعة من العوامل، التي تلقي بظلالها على مدى تأثير وفاعلية القرارات المتخذة ، ومن هذه العوامل:

- مدى الفهم العميق والشامل، للأمور المتعلقة بالأزمة.

ــ مدى قدرته على التوقع.

ــ تأهيله العلمي، ومدى خبراته في مجال الإدارة.

ولكي يكون اتخاذ القرار سليمــًا، في إدارة الأزمات المدرسية، يجب أن يكون متضمنــًا مجموعة من المواصفات، أهمها:

- أن يتزامن ظهوره مع الحدث، بل بالأحرى يسبقه.

- أن يكون بسيطـًا، خاليًا من الغموض والتعقيد، بحيث يسهل تنفيذه على أرض الواقع، في حدود الإمكانات المادية والبشرية، المتوفـرة بالمدرسة.

- أن يكون مناسبــًا، للتعامل مع الأزمة، حيث إن لكل أزمــة خصائصها وسـماتها، مـن حيث السرعـة، والانتشار، والتأثير.

- إمكانية إبلاغه، ومتابعة تنفيذه.


المراجـع

(1) د. عبدالوهاب محمد كامل (2003م): سيكولوجية إدارة الأزمات المدرسية - دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - عُمَّان (الأردن).

(2) د. مُحسن الخضيري (1999م): إدارة الأزمات.. منهج اقتصادي مُتكامل - مكتبة مدبولي - القاهرة.

(3) منى بنت مستور بن علي الغامدي (1428هـ/2007م): الدور القيادي لمُشرفة الإدارة المدرسية في إدارة الأزمات (دراسة ميدانية) ــ رسالة لاستكمال مُتطلبات الحصول على درجة الماجستير ــ إشراف / أ . د . محمد بن عبدالله آل ناجي ــ عمادة الدراسات العُليا ــ جامعة الملك خالد .

(4) د. عباس رشدي العماري (1993م): إدارة الأزمات في عالم مُتغيِّر ــ الطبعة الأولى ــ مركز الأهرام للترجمة والنشر ــ القاهرة.

(5) مأمون أحمد سليم دقامسة (1998م): إدارة الأزمات.. دراسة ميدانية ــ رسالة ماجستير ــ إشراف: الدكتور عاصم الأعرجي ــ ( قسم الاقتصاد ــ كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ــ جامعة اليرموك ــ الأردن ).

(6) د. خالد بن عبدالله آل سعود (2006م): اتخاذ القرارات في ظروف الأزمات ــ مطابع الحميضي ــ الرياض.

(7) د. محمد عبدالرحمن فوزي ــ وآخرون (مايو 2009م): المؤتمر الأوَّل لإدارة الأزمات والكوارث والحد من أخطارها ــ مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ــ مجلس الوزراء المصري ــ القاهرة.

(8) عبدالله بن سليمان العمار (بدون تاريخ ): دور تقنية ونُظم المعلومات في إدارة الأزمات والكوارث ــ رسالة ماجستير ــ إشراف: د. فؤاد بن عبدالله العواد ــ قسم العلوم الإدارية ــ كلية الدراسات العُليا ــ أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية ــ الرياض.

(9) د. حسن أبشر الطيب (1990م): إدارة الكوارث ــ مجلة الإدارة العامة ــ العدد 65 ــ تصدر عن معهد الإدارة العامة ــ الرياض.

(10) د. محمد عبدالغني هلال (2001م): مهارات إدارة الأزمات.. بين الوقاية منها والسيطرة عليها ــ مركز تطوير الأداء والتنمية ــ القاهرة.

(11) عبدالله بن مسعود غيث الجهني (رجب 1431هـ/يونيه 2010م): أساليب اتخاذ القرار في إدارة الأزمات المدرسية - مشروع بحث مُقدَّم لنيل درجة الماجستير في الإدارة التربوية - إشراف: د. أشرف السعيد أحمد محمد ــ جامعة الملك عبدالعزيز ــ جدة.

(12) د. مُحسن العبودي (1995م): نحو استراتيجية في مجال إدارة الأزمات والكوارث - دار النهضة العربية - القاهرة.

غرم الله آل متعب
__________________
المحبة والسلام
رد مع اقتباس