على أن أهمية الجاذبية في الكون أعظم من هذا بكثير . فإن الجاذبية
ليست بين الأرض و ما عليها فقط ، بل بين الأرض وما عداها من الكواكب
ثم هي أيضاً بين كل كوكب وما عداه . فكل كوكب في ملكوت الله يجذب كل
كوكب آخر طبق سنة الجاذبية ، أي بقوة تتناسب مع حاصل ضرب كتلتي
الكوكبين مقسوما على مربع المسافة بينهما . وناتج كل هذه القوى الواقعة
على الكواكب قوة واحدة يمسكه الله بها في مداره أوفلكه أو في موقعه الذي فيه
وفي القرآن الكريم آية تشير إلى قانون التجاذب من ناحيته الكمية الحسابية ،
وهي قوله تعالى :
.
" فلا أقسم بمواقع النجوم ، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم "
فأن في هذه الآية الكريمة إشارة واضحة إلى أثر المسافة في قوى التجاذب
بين الأجرام السماوية ، فإن المسافات بين النجوم هي المسافات بين مواقعها ،
وتقدير الخالق سبحانه مواقع النجوم و أجرامها بحيث يكون أثر المسافات
بينها في قوى تجاذبها متناسباً مع ما أراد الله لها من حركة ونظام .
- هذا التقدير آية من آيات الله في الكون ، وسر من أعظم أسرار خلقه ، وإليه
من غير شك يرجع بعض سر قوله تعالى :
.
" لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون "