ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - قصة إنسانية رائعة أفراح
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-10-2012, 23:16
الصورة الرمزية هـمـــ الـورد ـــسـ
هـمـــ الـورد ـــسـ
غير متواجد
فيزيائي نشط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: i live in my own world
المشاركات: 55
Red face قصة إنسانية رائعة أفراح


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة إنسانية رائعة





أفراح


لم أستطع أن أمنعها من النزول ، دمعتي ،

وهي أمامي تجهش بسعال حاد كالهدير ، فيستقر جهاز الأوكسجين على فمها وأنفها.

وعيناها تطفران بدموع حارة خوفاً من الأبرة التي ستنغرز في يدها الصغيرة .

إحساس غريب يلفني وأنا أجوب أروقة المشفى الموغلة في الهدوء .

أتبعها على كرسيها المتحرك ، إحساس بالرهبة والتوتر والمرض ،

يجعلك تنسلخ عن الحياة كأنك تدخل قوقعة مظلمة.

سكنت بأمان على سريرها وأغمضت عينيها بعد حقنة المهدئ.

ومضى من النافذة برق قوي ، فأجهشت السماء بالمطر ،

وزاد من إحساسي بالوحشة والألم ، لم أنتبه إلى المرأة الجالسة في ركن الغرفة

بجانب ابنتها المريضة إلا حين أتاني صوتها يدندن " ياماما... ياحنونة "

أغنية عذبة يغنيها كل الأطفال .

التفت إليها ... رأيتها تحضن ابنتها ذات الأشهر بحنان غريب ،

تغني لها وتداعبها وتقبلها ، وتناغيها ، تكاد أن تطير فرحاً بها ... وسألتها: ما اسمها؟

اجابتني بعفوية : أفراح.

سألتني : وابنتكِ مابها؟

قلت : التهاب رئوي حاد.

تمتمت : بسيطة ... خير إن شاء الله.

بسيطة؟؟!!! .... لؤلؤتي الصغيرة ذات البراعم الخمسة ، تنام كالملائكة ...

ورئتاها الصغيرتان تتألمان وتقول.. بسيطة؟.

جاء الليل ..وحين يجئ الليل كل شيء يزداد رعونة ،

حرارة الأطفال ، السعال،الألم..... وحزن الأمهات.

لكن ألم أفراح كان لامثيل له... كانت تختنق بسعالها حتى تغشى

وينطلق من صدرها صفير... أرتعش حين أسمعه ، ويكتسي وجهها زرقة الموت .

وأفزع من نومي إلى الأم الملهوفة تحضن ابنتها ،

أساعدها.... أطلب لها الممرضة ، أنقذها بجهاز الأوكسجين ،

نسيت ابنتي النائمة ... الهادئة تماماً.

نظرت إلى عيني "أفراح" رأيت حدقتيها لاتستقران.... منظرهما غريب.

سألت أمها: مم تشكو أفراح؟.

قالت : أزمة ربو حادة .... ثقب خلقي في القلب .... وعمياء.

يا إلهي ...... أية قوة جبارة تجعلكِ تغنين وتدندنين وتضحكين لطفلتكِ أيتها الأم الرائعة.

حين هدأت الأزمة ، رأيتها تلثم ابنتها ، تمسح شعرها ، تبتسم ، وقالت لي :

- انظري ماأجملها.....

- ونظرت إلى ابنتي ... رأيتها نائمة ... معافاة... جميلة.


ولأول مرة .... ابتسمت وهمست:

نعم إنها جميلة .... وأنتِ أجمل يا أم أفراح.
بقلم د. لينة الدسوقي






__________________
الزمن يفرض سؤاله كل أجابته محال
السعادة شيئ واضح ولا من وحي الخيال
كلنا محد سلم من تعاسه أو الم
بس من هو اللي فينا من وسط قلبه أبتسم
أنا مو قصدي تشاؤم ولا بجراحك أساهم
أنا من قلبي أحاول ألقى بس إنسان فاهم
tomrrow is not yester day...
رد مع اقتباس