كتب عمر لأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما: أما بعد: فإن للناس نفرةً عن سلطانهم، فأعوذ بالله أن تدركني وإياك عمياء مجهولة، وضغائن محمولة، وأهواء متبعة، ودنيا مؤثرة. فأقم الحدود ولو ساعة من نهار. وإذا عرض لك أمران، أحدهما لله، والآخر للدنيا، فآثر نصيبك من الآخرة على نصيبك من الدنيا، فإن الدنيا تنفذ، والآخرة تبقى. وكن من خشية الله على وجل. وعد مرضى المسلمين، واشهد جنائزهم، وافتح بابك، وباشر أمرهم بنفسك، فإنما أنت رجل منهم، غير أن الله جعلك أثقلهم حملاً. واعلم أن للعامل مردًا إلى الله، فإذا زاغ العامل زاغت رعيته، وإن أشقى الناس من شقيت به رعيته. والسلام.