ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - شواطئ المحيط الكونيه
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 31-05-2013, 12:33
الصورة الرمزية بروفيسورة الفيزياء
بروفيسورة الفيزياء
غير متواجد
فيزيائي نشط
 
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 44
افتراضي يتبع شواطئ المحيط الكونيه

وتحتوي مجرتنا ا Fعروفة »بدرب اللبانة « على ٤٠٠ مليار نجم من كل
الأنواع تتحرك في تناسق معقد ومنتظم. ومن كل هذه النجوم لا يعرف
سكان كرتنا الأرضية حتى الآن سوى نجم واحد.
وكل منظومة نجمية هي جزيرة في الفضاء تحجزها عن جيرانها السنوات
الضوئية. و yكنني تخيل مخلوقات تستنتج نتفا من ا Fعرفة عن عوالم لا
تحصى وكل واحد منها يعتبر أولا كوكبه الضئيل والشموس القليلة هي
العالم كله. فنحن نكبر في عزلة V ولا نتعلم ما هو الكون في مجموعه إلا
ببطء.
yكن أن تكون بعض النجوم محاطة ‚لاي Q العوالم الصخرية العد yة
الحياة V وا Fنظومات الكوكبية ا Fتجمدة في مرحلة ما من تطورها. ور ‚ا
yلك الكثير من النجوم منظومات كوكبية تشبه منظومتنا الشمسية V ففي
الأطراف كواكب غازية حلقية كبيرة وأقمار جليدية وفي الأماكن الأقرب
إلى ا Fركز عوالم صغيرة وحارة وزرقاء يشوبها البياض ومغطاة بالغيوم.
وفي بعضها yكن أن تكون قد تطورت حياة ذكية واعادت بناء السطح
الكوكبي من خلال مشاريع هندسية شاملة. هؤلاء هم أخوتنا في الكون فهل
هم مختلفون عنا? وما شكلهم? وما تركيبهم الكيماوي وتكوينهم العصبي?
وما عندهم من التاريخ والسياسة والعلم والتكنولوجيا والفن وا Fوسيقى
24
الكون
والدين والفلسفة?. يوما ما ر ‚ا سنعرفهم.
وصلنا الآن إلى حديقتنا الخلفية التي تبعد سنة ضوئية عن كرتنا الأرضية
يحيط شمسنا حشد دائري من كرات ثلجية عملاقة مؤلفة من الجليد
والصخور والجزيئات العضوية وهي تشكل نوى ا Fذنبات. وب Q الفينة والآخرى
يشد نجم مار من مكان بعيد بقوة جاذبة ضئيلة إحدى هذه النوى فتنحرف
مرغمة نحو القسم الداخلي من النظام الشمسي V حيث تسخن بتأثير الشمس
ويتبخر جليدها ويتشكل منها ذيل مذنب رائع.
ها نحن نقترب من كواكب منظومتنا الشمسية ونرى عوالم كبيرة تقع
في أسر الشمس وتجبرها الجاذبية على اتباع مسارات شبه دائرية وتأخذ
حرارتها بصورة رئيسة من ضوء الشمس فالكوكب بلوتو مغطى بجليد ا Fيتان V
ويدور حوله قمره العملاق الوحيد تشارون V وهو مضاء بالشمس البعيدة
التي تبدو مثل نقطة ضوء لامعة في سماء سوداء قا oة. تلى ذلك العوالم
الغازية العملاقة وهي نبتون واورانوس وكوكب زحل وهو جوهرة ا Fنظومة
الشمسية وا Fشتري V وهذه كلها محاطة بأقطار متجمدة V وإلى الداخل من
هذه الكواكب الغازية وجبال الجليد الدائرة حولها تأتي الكواكب الصخرية
الحارة التي تشكل القسم الداخلي للمنظومة الشمسية. هناك على سبيل
ا Fثال الكوكب الأحمر ا Fعروف با Fريخ ذي البراك Q ا Fوجودة على ارتفاعات
شاهقة والوديان الكبيرة ا Fتصدعة والعواصف الرملية التي تغطي أرجاءه
كلها ور ‚ا كان فيه بعض الأشكال البسيطة من الحياة. تدور كل الكواكب
حول الشمس التي هي أقرب نجم الينا وهي جحيم من غازي الهيدروج Q
والهليوم الداخل Q في تفاعلات نووية حرارية تغمر ا Fنظومة الشمسية
بالضوء.
وأخيرا نعود في نهاية تجوالنا إلى عا Fنا الضئيل والهش ذي اللون الأزرق
ا Fتداخل مع الأبيض والضائع في محيط كوني ذي اتساع يفوق أقصى
تخيلاتنا. انه عالم من ب Q عوالم هائلة أخرى V وقد لا يبدو كبيرا إلا في
نظرنا V وعموما فان كوكب الأرض هو بيتنا وبيت آبائنا وعلى سطحه نشأ
جنسنا البشري وتطور. وفي هذا العالم أنشأنا ولعنا في اكتشاف الكون
وفيه أيضا نضع قدرنا بشيء من الألم ودون أي ضمانات.
أهلا بكم في كوكب الأرض ذلك ا Fكان الذي تغطيه سماء الآزوت الزرقاء
25
شواطىء المحيط الكونى
ومحيطات ا Fاء السائل والغابات الباردة وا Fروج الناعمة V ذلك العالم الذي
يزخر بالحياة. وهو في ا Fنظور الكوني وحسبما قلت من قبل V رائع الجمال
ونادر ولكنه فريد من نوعه أيضا في الوقت الحاضر. ففي كل رحلاتنا عبر
الفضاء والزمن لا يزال كوكبنا حتى الآن على الأقل العالم الوحيد الذي
نعرف عنه أن ا Fادة الفضائية تحولت فيه إلى مادة حية وواعية V ولا بد أن
يكون هناك الكثير من عوالم ™اثلة مبعثرة عبر الفضاء. لكن تفتيشنا عنها
يبدأ من هنا ومن خلال ما يتراكم من معرفة لدى رجال جنسنا ونسائه £
جمعها بثمن كبير جدا خلال ملاي Q السن Q. ثم اننا نتمتع بامتياز العيش
ب Q هؤلاء الناس الأذكياء والمحب Q للاطلاع وفي زمن يكافأ فيه السعي إلى
ا Fعرفة عموما. وهكذا فان الكائنات البشرية التي ولدت في الأصل من
النجوم وتسكن حاليا ولفترة ما عا Fا يدعى الأرض بدأت فعلا رحلتها أو
سفرها الطويل إلى مسقط رأسها الأصلي.
إن اكتشاف كون الأرض عا Fا »صغيرا « كان قد £ شأنه شأن الكثير من
الاكتشافات الإنسانية ا Fهمة في الشرق الأدنى القد …. وفي زمن يدعوه
بعض الناس القرن الثالث قبل ا Fيلاد V وفي أعظم عاصمة في ذلك العمر
التي هي مدينة الإسكندرية ا Fصرية V هنا عاش رجل اسمه إيراتوسثينس
Eratosthenes) ) وقد دعاه أحد معاصريه »بيتا « وهي الحرف الثاني من
الأبجدية الإغريقية وأوضح أن إيراتوسثينس كان ثاني أفضل رجل في
العالم في كل شيء ولكن يبدو واضحا أن إيراتوسثينس كان الأول أو »الفا «
في كل شيء تقريبا. وعموما فقد كان هذا الرجل فلكيا ومؤرخا وجغرافيا
وفيلسوفا وشاعرا وناقدا مسرحيا وعالم رياضيات وتراوحت عناوين الكتب
التي كتبها ب Q »علم الفلك « و »عن التحرر من الألم « وكان أيضا مدير مكتبة
الأسكندرية الكبرى V حيث قرأ في أحد الأيام في كتاب من ورق البردي عن
أن القضبان العمودية لا تلقي ظلالا في نقطة حدودية أمامية من منطقة
جنوب أسوان على مقربة من أول شلال لنهر النيل وقت الظهيرة من يوم ٢١
حزيران (يونيو) ففي يوم انقلاب الشمس الصيفي الذي هو أطول يوم في
العام وإذ يقترب الوقت من منتصف النهار فان ظلال أعمدة ا Fعبد تقصر
شيئا فشيئا V ثم تختفي نهائيا في منتصف النهار و yكن عندئذ أن يرى
انعكاس الشمس في ا Fاء ا Fوجود في أسفل بئر عميقة ويصبح قرص الشمس
26
الكون
فوق الرأس oاما.
كان yكن لأي شخص آخر أن يتجاهل هذه ا Fلاحظة بسهولة V فما
أهمية القضبان والظلال والانعكاسات في الآبار ووضع الشمس بالنسبة
إلى ا Fسائل التي نواجهها في حياتنا اليومية? ولكن إيراتوسثينس كان عا Fا
وبالتالي فان تأملاته في هذه العموميات غيرت العالم أو إنها ‚عنى ما
صنعت العالم. وهكذا فإن حضور الذهن عند إيراتوسثينس جعله يقوم
بتجربة وان يلاحظ عمليا ما إذا كانت القضبان العمودية لا تلقي ظلالا
أيضأ في الأسكندرية في الوقت والتاريخ نفسيهما (الساعة ١٢ من يوم ٢١
حزيران). واكتشف أنها تلقي ظلالا خلافا Fا هو عليه الأمر في تلك ا Fنطقة
من أسوان.
سأل إيراتوسثينس نفسه كيف yكن لقضيب أن يلقي ظلا في الإسكندرية
ولا يستطيع أن يفعل ذلك في اللحظة ذاتها في أسوان علما أن الإسكندرية
تقع إلى الشمال من أسوان. ولنأخذ في الاعتبار خريطة مصر القد yة مع
قضيب Q عمودي Q بطول واحد V أحدهما مغروز في الإسكندرية والآخر في
أسوان ولنفترض أن كلا منهما في لحظة معينة لا يلقي ظلا البتة. يسهل
oاما أن نفهم هذه الظاهرة ولو كانت الأرض مسطحة وستكون الشمس
عندئذ فوق الرآس oاما. وإذا كان طولا ظلي القضيب Q متساوي Q فالأمر
صحيح أيضا في أرض مسطحة حيث ستنحرف أشعة الشمس بالزاوية
نفسها عن كل من القضيب Q. ولكن كيف yكن أن يوجد في الوقت ذاته ظل
في الإسكندرية ولا يوجد ظل ™اثل في أسوان?
إن الجواب الوحيد ا Fمكن حسب رأي إيراتوسثينس هو أن يكون سطح
الأرض محدبا V والأكثر من ذلك هو أنه كلما ازداد التحدب أو الانحناء ازداد
الفرق ب Q طولي الظل Q. والشمس بعيدة جدا لدرجة أن أشعتها تصبح
متوازية عندما تصل إلى الأرض والقضبان ا Fوضوعة بزوايا مختلفة بالنسبة
إلى أشعة الشمس ترمي ظلالا بأطوال مختلفة. وبالنسبة إلى الفرق ا Fلحوظ
ب Q طولي الظل Q فان ا Fسافة ب Q الإسكندرية وأسوان يجب أن تكون زهاء
سبع درجات على امتداد سطح الأرض. هذا يعني أنك إذا تخيلت القضيب Q
™تدين نحو الأسفل حتى مركز الأرض V فإنهما سيتقاطعان مشكل Q زاوية
تساوي سبع درجات V وسبع درجات تساوي نحو جزء من خمس Q من محيط
27
شواطىء المحيط الكونى
الكرة الأرضية ا Fساوي ٣٦٠ درجة وعرف ايراتوستينز أن ا Fسافة ب Q
الأسكندرية وأسوان هي ٨٠٠ كيلومتر تقريبا لأنه استأجر رجلا لكي يقيسها
بالخطوات واذا ضربنا ٨٠٠ بالرقم ٥٠ نحصل على الرقم ٤٠ ألف كيلومتر
وهو محيط الكرة الأرضية ( ٣).
وهذا هو الجواب الصحيح ولم تكن أدوات إيراتوسثينس سوى قضيب Q
وعين Q وقدمي رجل ودماغ مفكر إضافة إلى الرغبة في التجربة. وقد
استطاع بوساطة هذه الأدوات أن يحسب محيط الكرة الأرضية بخطأ لا
يزيد على أجزاء قليلة با Fئة V وهو إنجاز ملحوظ قبل ألف Q ومئتي سنة. كان
إيراتوسثينس أول شخص يقيس حجم الكرة الأرضية بدقة.
كان عالم البحر الأبيض ا Fتوسط مشهورأ في ذلك الوقت بالسفر
البحري. وكانت الإسكندرية أكبر مرفأ بحري في العالم. ألن تغريك إذن
معرفة أن الأرض هي كرة ذات قطر متواضع بالقيام برحلات استكشافية
تحاول أن تتعرف فيها إلى أراض مجهولة. ور ‚ا تحاول أيضا أن تبحر حول
الكوكب? وقبل أربعمئة سنة من إيراتوسثينس أبحر أسطول فينيقي حول
أفريقيا بأمر من فرعون مصر نيكو ( Necho ) ويحتمل أنهم انطلقوا في تلك
الرحلة البحرية في مراكب مكشوفة من البحر الأحمر وداروا حول الشاطىء
الشرقي لأفريقيا باتجاه المحيط الأطلسي V ثم عادوا عبر البحر الأبيض
ا Fتوسط. استمرت هذه الرحلة ثلاث سنوات أي الوقت نفسه الذي تحتاج
إليه مركبة فوياجير الفضائية الحديثة لقطع ا Fسافة ب Q الأرض وزحل.
وبعد اكتشاف إيراتوسثينس V حاول بحارة شجعان ومغامرون القيام بعدة
رحلات بحرية كبرى V كانت مراكبهم صغيرة V ولم تكن لديهم سوى أدوات
ملاحية بدائية فاستخدموا التخم Q وساروا ‚حاذاة الشواطىء كلما كان
ذلك ™كنا. كانوا يستطيعون تحديد خط العرض في المحيط اﻟﻤﺠهول V وان
لم يستطيعوا تحديد خط الطول V وذلك عبر مراقبة الليل والنهار ومكان
مجموعات النجوم بالنسبة إلى الأفق ولا بد أن مجموعات النجوم ا Fألوفة
كانت تبعث على الثقة في وسط محيط مجهول V والنجوم هي أصدقاء
ا Fكتشف Q عندما كانوا يسافرون في ا Fاضي على السفن البحرية في الأرضV
والآن إذ يسافرون على السفن الفضائية في السماء. وبعد إيراتوسثينس
حاول بعض الناس أن يدور حوله الأرض لكن أحدا لم ينجح قبل ماجلان
28
][/I][/FO
رد مع اقتباس