التصميم الشكلي للخلايا !!!! سبحان الله


يوجد في جسم الإنسان حوالي مئتي نوع من الخلايا تقريباً مختلفة الأشكال ، و من أهم و أبرز
هذه الاختلافات هي التي توجد بين خلايا الأعصاب و خلايا العضلات و خلايا الدم في الشكل ،
فإن كل هذه الخلايا على الرغم من أنظمتها تتفق في الأساس ، إلا أن تصميمها البارع يجعها
تقوم بوظائفها على أكمل وجه و بكفاءة عالية كل ٌفي موقع عمله .

فأمامنا نموذجان لخلايا مختلفة في الشكل و هما خلايا الأعصاب و خلايا الدم ، فخلايا
الأعصاب يمتد طولها إلى المتر تقريباً ، و تبدأ من العمود الفقري و تنتهي عند القدم ، و بذلك
تصل الأوامر و الإنذارات من المخ إلى مواقعها المطلوبة مارة بالخلايا على خط واحد مستقيم
في أقصر وقت ممكن أي : بسرعة فائقة جداً.

أما خلايا الدم فيصل طولها إلى 7 ميكرومتر على عكس ما كان عليه شكل خلايا الأعضاء .

هذه الحجم المتناهي في الصغر يجعلها تمر بسهولة من خلال الشعيرات الدموية حيث أصبح
وجهها الخلايا على هيئة أسطوانة صغيرة جداً مجوفة من الداخل ، مما يجعل الخلية ذات
مساحة واسعة من الداخل يسمح لها بعلمية استنشاق الأوكسجين (O ) و طرد ثاني أوكسيد
الكربون (CO2) بصورة عالية جداً ، و لو تخليتم وجود ملايين الخلايا في كل متر مكعب
منالدم فسوف لا يصل تصوركم إلى حجم المساحة التي تتم فيها عملية أخذ الأوكسجين .

و كذلك فإن الخلايا الموجودة في أعيننا و آذاننا تتميز على حسب أشكالها الكوكليو( OKLEOK)
الذي يوجد في الأذن الداخلية هو عبارة عن خلايا تتكون من شعيرات صغيرة جداً ، تتذبذب
هذه الشعيرات بتأثير الموجات الصوتية و تعمل بتحويل الموجات الصوتية و تعمل بتحويل
ضغط الموجات إلى السائل الذي يوجد في الأذن إلي إنذار عصبي ، و الخلايا الموجودة في
شبكية العين مخلوقة لتؤدي وظيفتها بأحسن صورة ممكنة ، فخلايا الشبكية ذات الشكل
المخروطي تحتوي على العديد من الأغشية لتسهيل الاتصال العصبي و تحتوي كذلك على
صبغات عديدة حساسة تجاه الضوء ، إن هذا التركيب يكسب خلية الشبكية حساسية عالية تجاه
الضوء . و هذا النظام يكسب كل خلية من الخلايا مستوى عالي الكفاءة لكي تصبح حساسة جداً
.
و هناك أيضاً خلايا ماصة للأغذية داخل الأمعاء الرفيعة صممت هيئتها على حسب وظيفتها
لتكون مناسبة للقيام بهذه الوظيفة .

صورة حقيقة للخلايا العصبية بالمجهر الإلكتروني :

فيوجد فوق كل خلية غطاء من الشعيرات المجهرية المسمات بالمكرووفيللي و الجزيئات
الناقلة التي تقوى على هذه الشعيرات التي تأخذ ما تحتاج إليه من غذاء و تطرد الفائض عن
حاجتها ، و بذلك يتم طور هام من أطوار هضم الغذاء .
ويجب ألا ننسى أن جميع الخلايا في جسم الإنسان تكونت عن طريق الانقسام و التكاثر داخل
الخلية الواحدة .
و لهذا فهل يعقل أن الخلايا هي التي اختارت الأشكال المناسبة لتأدية الوظيفة المطلوبة بكفاءة
عند بناء الجسم .

فلا أدلّ من هذا على أن الله وحده سبحانه و تعالى هو الذي خلق الأشكال اللازمة و المناسبة
لتؤدي وظيفتها بكفاءة عالية .


المصدر :
كتاب السلوك الذكي لدى الخلية تأليف هارون يحيى .
__________________
بسم الله الرحمن الرحيم
يا قارئ خَطي لا تبكي على موتي .. فاليوم أنا معك وغداً في الترابِ
أموت و يبقى كل ما كتبته ذكرى .. فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي.
|