[فديت أمي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كليفلاند ـ من ديبرا شيرمان

امرأة شابة قعيدة كرسي متحرك طلب منها التفكير في تحريك كرسي متحرك آخر أمامها أولا إلى اليسار ثم إلى الأمام.


وكأن الأمر تم بواسطة السحر تحرك الكرسي وفقا لأوامرها العقلية.


وقال تيموثي سيرجنور الرئيس والمدير التنفيذي لأنظمة سايبركاينتيكس التكنولوجية العصبية "كانت تتحكم في المقعد عبر تخيلها".


كان سيرجنور يستخدم شريطا مصورا للمرأة التي أصيبت بالشلل من جراء جلطة في المنطقة القاعدية للمخ المتصلة بالنخاع الشوكي لاستعراض تكنولوجيا يطلق عليها اسم برينجيت أمام نحو 900 باحث وفيزيائي ومستثمر حضروا اجتماعا في كليفلاند كلينيك في وقت سابق من الشهر الجاري.



ووضع للمرأة جهاز استشعار دقيق يحلل إشارات المخ وزرع على الجزء الذي يتحكم في حركة اليد بالمخ.


ويتصل قابس صغير يبرز من فوق أذنها بكمبيوتر يتصل بدوره بالمقعد الإلكتروني المتحرك الذي كانت تتحكم في حركته.


وقال الدكتور علي رضاي مدير مراكز تعديل العمليات العصبية للمخ في كليفلاند كلينيك "ما نفعله حاليا هو مجرد قمة جبل الجليد العائم ...هذا المفهوم يتطور".


وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الشلل يمكن أن تغير هذه التكنولوجيا من حياتهم.


ويعد ستيفن هايوود ضمن 30 ألف شخص في الولايات المتحدة يعانون من مرض التصلب الضموري العضلي الجانبي الذي يعرف أيضا بمرض لو جيريج وتنتج عنه إعاقات حركية شديدة وشارك أيضا في تجربة برينجيت.


وقال هايوود في رسالة عبر البريد الإلكتروني بعث بها إلى شقيقه جيمس بعد جلسة للتحكم في ذراع آلية "بعد الإصابة بالشلل لفترة طويلة يكاد يكون من المستحيل وصف الشعور الساحر بتخيل الحركة والقدرة على إظهارها".


وسجل صراع هايوود مع المرض في فيلم بعنوان "الكثير سريعا" وتوفي في 26 ديسمبر/كانون الأول بعد فصل جهاز تنفسه الصناعي بالمصادفة.


وقال سيرجنور "أن تكنولوجيا برينجيت ستكون متاحة تجاريا قبل نهاية العقد الحالي".


وأضاف "الكثير من التكنولوجيا التي تدعم برينجيت موجودة بالفعل، وتوفر سايبركاينتيكس نظام التشغيل". والهدف هو جعل المكونات صغيرة للغاية ولاسلكية ومن ثم تنتفي الحاجة لوجود قابس على فروة الرأس.


وشركة نورث ستار نيوروساينس هي شركة أخرى شاركت في الملتقى بكليفلاند وتختبر جهازا يهدف إلى مساعدة ضحايا الجلطات الدماغية على التعافي من إعاقاتهم مثل تضرر القدرات الحركية لليد أو الذراع.


والعلاج يحدد مناطق معينة في المخ تحاول التعويض عن الوظائف المفتقدة وزرع أقطاب كهربائية فيها، ويقوي التحفيز الإلكتروني من الناحية النظرية الاتصال بين الخلايا العصبية التي تعرف باسم النيورونات.


وقال المدير التنفيذي لنورث ستار الان ليفي "أنها تعمل عبر اغتنام فرصة ظاهرة تحدث طبيعيا وتسمى المرونة العصبية...قدرة العقل على الإدراك في استجابة لإصابة".


وقال انه عندما يموت جزء من المخ بسبب إصابة لحقت به يحاول جزء آخر من المخ الاضطلاع بوظيفته، والمشكلة هي انه في معظم الحالات لا تمضي تلك العملية قدما إلى مدى كاف ولا يسترجع سوى جزء صغير نسبيا من الوظيفة".

وأضاف "ما اكتشفته نورث ستار انه في حالة تحفيز الخلايا العصبية في منطقة المرونة العصبية الجديدة يمكنك أن تعزز على نحو مثير المرونة العصبية وتقوية وظيفتها".

وعلى مدى سنوات عديدة قام الأطباء بزرع جهاز منظم للوظائف بالمخ لدى مرضى مصابين بمرض الشلل الرعاش المعروف باسم مرض باركنسون أو أي اضطرابات تسبب ارتجافات حادة.

وقال رضاي من كليفلاند كلينيك "أن استخدام الكهرباء لتحفيز أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي أو أعضاء سيساعد قريبا الناس الذين يعانون من أمراض مختلفة مثل مرض الوسواس القهري (او سي دي) ونوبات الصداع النصفي والتوقف المؤقت عن التنفس أثناء النوم والتبول أو التبرز اللاإرادي والبدانة وارتفاع الضغط وحتى اختلال وظائف القلب".

وتابع "هناك الكثير من الأمراض التي لا يمكن أن نساعد بشأنها اليوم وسوف نصبح قادرين على تقديم المساعدة بصددها".
__________________