الاربعين النووية--كل يوم حديث "ان شاء الله"
الحديث التاسع عشر
عـن أبي العـباس عـبد الله بن عـباس رضي الله عـنهما ، قــال : كـنت خـلـف النبي صل الله عـليه وسلم يـوما ، فـقـال ( يـا غـلام ! إني اعـلمك كــلمات : احـفـظ الله يـحـفـظـك ، احـفـظ الله تجده تجاهـك ، إذا سـألت فـاسأل الله ، وإذا اسـتعـنت فـاسـتـعـن بالله ، واعـلم أن الأمـة لـو اجـتمـعـت عـلى أن يـنـفـعـوك بشيء لم يـنـفـعـوك إلا بشيء قـد كـتـبـه الله لك ، وإن اجتمعـوا عـلى أن يـضـروك بشيء لـم يـضـروك إلا بشيء قـد كـتـبـه الله عـلـيـك ؛ رفـعـت الأقــلام ، وجـفـت الـصـحـف ).
وفي رواية اخرى ( احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم ان النصر مع الصبر ، وان الفرج مع الكرب ، وان مع العسر يسرا ).
من فوائد الحديث :
قوله: "احـفـظ الله يـحـفـظـك" اي بحفظ تعاليم الاسلام فمن أضاع تعاليم الاسلام - اضاعه الله ولا يحفظه،قال تعالى { *ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون } الحشر
وقولة : "إذا سـألت فـاسأل الله" فيه بيان انه لا يجوز دعاء غير الله بأي حال من الاحوال.
وقوله : "إذا اسـتعـنت فـاسـتـعـن بالله" اي-أن الإنسان إذا احتاج إلى معونة فليستعن بالله،
وقوله : " ولو اجمتعت... " اي -أن لا يستطيع أحداً ان ينفعك او يضرك إلا إذا كان الله قد كتب ذالك عليك.
وقوله: "تعرف إلى الله"اي- بطاعته في الصحة والرخاء فيعرفك الله تعالى في حال الشدة والبلاء فينصرك ويحفظك ويفرج كربك
قوله: "واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك" تسلية العبد عند حصول المصيبة، وفوات المحبوب،
فالجملة الأولى تسلية في حصول المكروه.
والثانية تسلية في فوات المحبوب.
وقوله : "اعلم ان النصر مع الصبر" بشارة العظيمة للصابرين، وأن النصر مقارن للصبر.
وقوله : "الفرج مع الكرب" فيه البشارة العظيمة أيضاً بأن تفريج الكربات وإزالة الشدائد مقرون بالكرب، فكلما كرب الإنسان الأمر فرج الله عنه.
وقوله : "وان مع العسر يسرا" البشارة العظيمة أن الإنسان إذا أصابه العسر فلينتظر اليسر، وقد ذكر الله تعالى ذلك في القرآن الكريم، فقال تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) [الشرح:5-6]