الاربعين النووية--كل يوم حديث "ان شاء الله"
الحديث التاسع والثلاثون
عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال ( إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ).
شرح الحديث :
هذا الحديث أصل في رفع الإثم عن المخطئ والناسي والمكره ،
وفيه من الفوائد :
1- أن من صفات الله التجاوز، وهو العفو وترك المؤاخذة.
2- ان الله تجاوز عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه من أجل الرسول صل الله عليه وسلم.
و الخطأ : أن يرتكب الإنسان العمل عن غير عمد.
و النسيان : ذهول القلب عن شيءٍ معلوم من قبل.
و الاستكراه: أن يكرهه شخص على عمل محرم ولايستطيع دفعه.
وهذه الثلاثة أعذار شهد لها القرآن الكريم،
دل على ذلك قوله تعالى { رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } [البقرة: 286] قال الله ( قد فعلت ) .
وفي الاكراه قوله تعالى (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [النحل : 106]
" فرفع الله عزّ وجل حكم الكفر عن المكرَه،فما دون الكفر من المعاصي من باب أولى لاشك" .
3- أن طلاق المكره لا يقع---- و أن من فعل المحلوف عليه أو المعلَّق عَلى شرط ناسياً أو مخطئاً أو مكرهاً لا يحنث ولم يقع المشروط.