فراسة تحسين اللفظ باب عظيم . اعتنى به الأكابر والعلماء . وله شواهد
كثيرة في السنة ، وهو من خاصية العقل والفطنة .
و من محاسن الفراسة : أن الرشيد رأى في داره حزمة خيزران .
فقال لوزيره الفضل بن الربيع : ما هذه ؟ قال : عروق الرماح يا أمير المؤمنين .
ولم يقل الخيزران لموافقة اسم أمه .
- وعن عمر رضي الله عنه : انه خرج يَعُسُّ المدينة بالليل . فرأى نار موقدة
في خباء . فوقف وقال : " يا أهل الضوء " وكره أن يقول : يا أهل النار .
- و كان لبعض القضاة جليس أعمى . وكان إذا أراد أن ينهض يقول : يا غلام ،
اذهب مع أبي محمد . و لا يقول : خذ بيده . قال : والله ما أخلَّ بها مرة .
- و عن ابن المبارك رحمه الله : قال ابن حميد : عطس رجل عند ابن المبارك،
فلم يحمد الله فقال له ابن المبارك : أي شئ يقول العاطس إذا عطس ؟ قال :
الحمد لله . قال : يرحمك الله .
V
V
V
- واصل هذا الباب : قوله تعالى : " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان
ينزغ بينهم "
فالشيطان ينزغ إذا كلم بعضهم بعضاً بغير التي هي أحسن فربَّ حرب وقودها جثث وهام .
أهاجها القبيح من الكلام .