الجاذبية
الجاذبية كما وصفها ألبرت آينشتاين بأنها مجال وليست قوة كما قال نيوتن , فقد نجحت في تفسير الجاذبية على مستوى الأجرام السماوية الهائلة الحجم وفكرتها إستقيتُ منها فكرة التشوه الذي تحدثه كتلة النواة في النسيج أو( الزمكان) كما أسماه آينشتاين أي أن الشمس ذات الكتلة الأكبر في مجموعتنا الشمسية أحدثت تشوه في الزمكان بكتلتها الهائلة وإحتجزت الكواكب ذات الكتلة الأصغر في هذه الفجوة أو التشوه وباتت تدور حول الشمس , بمعايير الجسيمات الذرية فان الشمس هي النواة والكواكب هي الإكترونات.
ولكن ما الذي يجعل الأيونات المتشابهة الشحنة تتنافر والمختلفة تتجاذب؟
كما ذكرنا سابقاً أن الأيونات هي الذرات التي تفقد وتكتسب اللإلكترونات وإعتبرنا أن فقد الإكترون إيجابياً للذرات واكتسابُهُ سلبياً لها , ولكن ما الذي يجعل ذرتين كلاهما موجبتين أو سالبتين تتنافران وذرتين مختلفتين أي إحداهما سالبة والأخرى موجبة أو العكس تتجاذبان؟
كما قلنا سابقاً أن فقد الذرة للإلكترون يجعلها أقل نشاطاً أي أقل حركةً أي أضعف , والذرة المُكتَسِبَة للإلكترون تكون أكثر نشاطاً أي أكثر حركةُ أي أنها أقوى , وبالتالي الذرة السالبة تصبح حركتها هي المسيطرة على حركة النسيج المحيط , تُشَكِّلُهُ لِتُكُّونَ مساراتٍ تجبر الذرة الموجبة ذات الحركة الأقل على السير فيها حتى تقترب منها , وهذا بسبب أن زيادة النشاط الحركي للذرة السالبة يجعلها تبحث عن الإستقرار وليس بالضرورة أن تتحرك الذرة في النسيج لتسيطر عليه ولكن حركتها الأقوى بالنسبة للذرة الموجبة تجعلها هي المسيطرة وتوجه الذرة الأخرى الموجبة الأضعف باتجاهها من خلال النسيج الوسيط بينهما , وربما كان هذا سبب التجاذب بين الأيونات أو (الشحنات) المختلفة.
وبنفس هذا المبدأ فإن الأيونات المتشابهة أي حركتها متكافئة نسبياً , سيكون تأثيرهما على النسيج المحيط متكافئ تقريبا ولن تكون هناك أفضلية لأيون على الآخر وهذا الصراع بينهما يؤدي إلى صعوبة التقائهما خلال النسيج وبالتالي تنافرهما , وربما كان هذا سبب تنافر الأيونات المتشابهة في الشحنة.
نستنتج من هذا أن الجاذبية هي أيضاً شكلُ من أشكال حركة النسيج تفرضها الذرات المختلفة تبعاً لنشاطها وتفاعلاتها في داخل هذا النسيج.
وبما أن لب الأرض في حالة من النشاط الدائم والإنفجارات وتَولُدٍ للطاقة . فإنه يَفرِضُ حركةً في النسيج حوله ويجعل طبقات الأرض المختلفة تخضع ذراتها لهذه القوة الكبيرة التي يفرضها لب الأرض عليه ويحول إتجاهها إليه , فبالتالي كلما ابتعدنا عن هذا المصدر قل تأثيره الواصل إلينا عبر الحركة التي يفرضها في النسيج ويجبر كافة الذرات الأخرى على الإتجاه نحوه خلال هذا النسيج , أي قلَّت جاذبيته للأجسام الأبعد عنه . من العوامل المؤثرة على شدة تأثرنا بجاذبية الأرض هي كتلة الجسم لأنه كلما زادت كتلة الجسم كلما زاد تأثره بحركة النسيج التي يفرضها لب الأرض بإتجاهه , ولكن لكون سطح الأرض الذي نعيش عليه بعيد عن نواتها فإن أي حركة بسيطة نفرضها على بروتونات نواة الذرات المكونة لأي جسم تُمَكِّنُهُ من التحرر من تأثير نواة الأرض على النسيج وجذبه لهذا الجسم وبالتالي يرتفع هذا الجسم عن سطح الأرض.
ولكن فكرة أن كل فراغ مملوء بالنسيج الكوني وأن الطاقة التي تولدها نواة الأرض هي طاقة هائلة فإن تأثيرها يقل كلما ابتعدنا عن الأرض ولكن تأثير نواة الأرض يسير في النسيج كالشبكة يمكننا التغلب عليه لو فرضنا أي حركة بسيطة على جسم ما ولكن بمجرد إنتهاء هذه الطاقة الحركية التي فرضناها على هذا الجسيم تعود السيطرة لحركة النسيج المحيط والتي تسير دائما باتجاه نواة الأرض كونها أكبر قوة على الكوكب (أي تُسَيّرْ كل الجسيمات بإتجاهها) وتُجبر هذا الجسيم أن يعود بإتجاه نواة الأرض من خلال تشكيلها لحركة خلال النسيج المحيط يؤدي بأي جسم أن يسير بإتجاهها بحثاً عن الإستقرار.