[align=center]و ما يهمنا الآن هو ذكر الصورة أو النظام الذي كشفت عنه هذه النظرية
و الخاص بنظام حركة الالكترونات حول نواة الذرة
فقد أثبتت النظرية
أن الالكترونات التي تدور حول النواة
إنما تدور و تتحرك علي سطوح ( كل منها يشبه القشرة الخارجية للبيضة ) تحيط بالنواة
و لنسم هذه السطوح بالقشور
و أن هذه السطوح أو القشور التي تحيط بالنواة
لا تستطيع أن تسمح إلا لعدد معين من الالكترونات بالبقاء فيها
فالقشرة الأولي لا تحمل سوى إلكترونين
و الثانية لا تستطيع أن تسمح لأكثر من 8 الكترونات بالبقاء فيها
و هكذا
فالهيدروجين مثلا و تشمل ذرته إلكترون واحد
يستطيع هذا الإلكترون البقاء علي القشرة الأولي "أ"
و كذلك الهليوم و له إلكترونين
و لكن في ذرة الليثيوم
و بها ثلاث إلكترونات تدور حول نواتها
فإنه لا يمكن للثلاثة الكترونات البقاء في القشرة الأولي
و لذا فإن أثنين منها تبقي في هذه القشرة
و يشغل الثالث مكانا في القشرة التالية و التي بها ثمانية أماكن
و هكذا
و بهذا أمكن معرفة كيفية توزيع الإلكترونات في حركتها حول النواة
ثم لوحظ بعد ذلك أن العناصر التي تشغل جميع كهاربها كل الأماكن الموجودة في قشرة أو أكثر شغلا تاما
تتميز بثبات كبير
و أن إلكتروناتها تجذب إلي النواة بقوة كبيرة
و كذلك لوحظ
أنه لا يوجد لهذه العناصر آي ميل للإتحاد بأي عنصر آخر
, بل تبقي مكتفية بذاتها
و قد عزى هذا الخمود إلي امتلاء قشرتها بالالكترونات و عدم وجود أماكن شاغرة لإلكترونات أخري .
هذا في حين أن ذرة كذرة الهيدروجين و بها إلكترون واحد يتحرك في القشرة الأولي
فإنه ما يزال بهذه القشرة مكان خال يمكن أن يشغله إلكترون آخر
و لذلك نلاحظ سرعة ميلها للإتحاد بغيرها من العناصر كي تحصل علي إلكترون آخر يشغل هذا المكان الشاغر
و كذلك أيضا الحال في ذرة الكلور و لها تسعة الكترونات تدور حول نواتها
فإن هناك مكانا شاغرا في قشرتها الثانية
و لذلك نلاحظ أن الكلور ميال دائما للإتحاد بغيره من العناصر حتى يملأ هذا المكان الشاغر
فتتحد مثلا بذرة مثل الهيدروجين التي عندها إلكترون واحد في قشرتها
و هكذا كان علماء الطبيعة
– حتى سنة 1932 –
قد تمكنوا من الكشف عن خواص الالكترونات و فهم كل غوامضها
في حين كانت معلوماتهم عن نواة الذرة ما تزال بدائية
لا تختلف كثيرا عن الصورة التي وضعها راذرفورد قبل ذلك بعشرين عاما
و لم يكن بعد معروف عنها كونها تحمل شحنات موجبة تساوي عدد الالكترونات التي تدور حولها
و بأن النواة تحتوي علي البروتونات
و بأن البروتونات هي نوي ذرات الهيدروجين الموجبة الشحنة
و لكن
في سنة 1932
حدث اكتشاف ضخم له قيمته
ألا و هو اكتشاف جسيم جديد له كتلة البروتون تقريبا
و لكن لا يحمل أية شحنة كهربائية
و لهذا سمي بالنيوترون
و حيث أن النيوترون قد نتج من ضرب نوي بعض العناصر بجسيمات ألفا
فقد ظهر أنه لابد أن يكون له دور في تركيب النواة
و سرعان ما وضع العالم الألماني هيزنبرج صورة في ( سنة 1934) لتركيب النواة
علي أنها تتكون من بروتونات و نيوترونات متماسكة ببعضها بقوي نواوية كبيرة
و أن مجموع وزن البروتونات و النيوترونات يعطينا وزن الذرة
كما أن عدد البروتونات يحدد نوع نواة العنصر
فنواة فيها بروتون واحد فقط هي نواة الهيدروجين
و إذا أضيف إليها نيوترون فهي حالة
و في حالة نيوترونين تكون حالة أخري
إلا أنها في هذه الحالات جميعا نواة هيدروجين
و لكنه هيدروجين ثقيل
إذ أن وزن ذرته قد زاد
و كذلك الحال في بقية العناصر الأخرى
و طبيعي أن لكل من هذه الذرات من الهيدروجين – التي تسمي بالنظائر – إلكترون واحد يدور حولها
و نظرا لعدم وجود شحنة علي النيوترون
فمن السهل ضرب نوى الذرات به
و لذا فقد أجريت – و مازالت حتى الآن – آلاف التجارب بضرب النوى بالنيوترونات
و إحداث نظائر جديدة معظمها غير ثابت
أي سرعان ما ينهار بناء نواته فيقذف إلي الخارج بجسيمات إشعاعية تتحول بعدها إلي نواة مستقرة
و لكن هذا الانتصار الجزئي ليس كاف
فقد عرفنا أن النواة تتركب من بروتونات و نيوترونات
و أنه من السهل تغيير عدد النيوترونات في النواة عمليا
فينتج نظائر مشعة جديدة
تقذف بجسيمات ألفا ( التي هي عبارة عن نواة ذرة الهليوم آي 2 بروتون + 2 نيوترون )
أو جسيمات بيتا السالبة ( و هي إلكترونات )
أو أشعة جاما ( و هي كالضوء )
و لكن كيف توجد البروتونات و النيوترونات معا في النواة ؟
أيمكننا مثلا أن نشبه النواة بقطرة السائل التي تكون فيها الجزيئات متلاصقة دون فراغ ؟
أو هل يمكن أن تكون كمجموعة من السدم أو النجوم تقترب من بعضها في أماكن و تبعد في أماكن أخري ؟
للإجابة علي ذلك تحتم علينا أن نعين كثافة نوي العناصر المختلفة
فإن كانت الكثافة ثابتة فيها كلها
فإن ذلك يعني أن البروتونات و النيوترونات ملتصقة ببعضها كجزيئات السائل
أما إذا لم تكن ثابتة
فإنها تكون أشبه بمجموعة النجوم
و في الاستطاعة عمليا تعيين وزن و حجم النواة
و بالتالي تعيين كثافتها
فوجد أن الكثافة ثابتة لجميع النوى
لذا فإننا نستطيع تشبيه نواة عنصر بقطرة سائل[/align]