الأساسيات(Basics):
الذواكر الهولوغرافية تقدم إمكانية (محتملة) لتخزين بحدود 1 تيرابايت (Terabyte) من المعلومات على مكعب من السكر البللوري (1 تيرابايت تعادل 1مليون ميغابايت أو 1 ترليون بايت) ، أي معلومات تزيد عن قدرة 1000 CD على التخزين وهذا بالكاد يكافئ إمكانية التخزين بواسطة الذواكر الهولوغرافية .
إن الأقراص الصلبة (وسائط التخزين الصلبة)من الحواسيب (Hard Drivers) يمكن أن تكون قدرة تخزينها ما بين 10 إلى 80 جيغا بايت ، وهذا يمثل جزء بسيط جداً (رقم عشري أو عدد كسري) من قدرة نظام الذواكر الهولوغرافية على التخزين .
أول من طرح فكرة التخزين الهولوغرافي (ثلاثي البعد) هو العلم بيتر فان هيردن (Pieter J.Van Heerden) -وهو عالم في مجال الاستقطاب الضوئي – وذلك في بداية الستينيات ، بعد عقد من الزمن قام علماء من مختبرات R.C.A بإيجاد طريقة تكنولوجية قاموا من خلالها بتخزين 500 صورة هولوغرافية على بلورة من الحديد مشابة ببلورات الليثيوم نيوبات ، و 550 صورة هولوغرافية عالية الدقة على طبقة رقيقة حساسة جداً من مادة بولميرية،
لكن نقص المواد رخيصة الثمن وتطور وسائط التخزين المغناطيسية و النصف الناقلة أدى إلى إيقاف عملية التطوير في ذواكر التخزين الهولوغرافي .
في العقد الماضي قامت وكالة الأبحاث المتقدمة للمشاريع الدفاعية(Defense Advanced Research Projects Agency) [DARPA] بالتعاون مع عملاقي الصناعات التكنولوجية IBM ومختبرات بيل [Lucent’s Bell Labs] قاموا بإعادة الحياة لمشاريع تطوير الذواكر الهولوغرافية ، وكانت النماذج الأولية المصنوعة من قبل مختبرات IBMوLucent مختلفة بشكل طفيف عن بعضها البعض ، لكن معظم أنظمة تخزين البيانات الهولوغرافية [H.D.S.S] (Holographic. Data. Store. System) تعتمد بشكل أساسي نفس مبدأ العمل.
* وهاهي الأجزاء الأساسية لتتم صناعة الـ H.D.S.S :
1. ليزر أرغوني (أزرق – أخضر) .
2. مقسمات شعاعية لتقوم بتقسيم شعاع الليزر .
3. مرايا لتوجيه أشعة الليزر .
4. لوحة LCD (Liquid Crystal Display) (معدل ضوئي فراغي).
5. عدسات لتركيز أشعة الليزر.
6. بلَّورة ليثيوم-نيوبات أو بولمير ضوئي.
7. كاميرا لتصوير الـ CCD (Charge-Coupled Device) الأجسام ثنائيات الأقطاب .
عندما يتم إطلاق ليزر الأرغون (أزرق-أخضر) ، عندئذ يقوم مقسم الأشعة بفصل شعاع الليزر إلى شعاعين ، أحد هذين الشعاعين يدعى بشعاع الهدف أو شعاع الإشارة و الذي سوف يسير بخط مستقيم وينعكس عن مرآة واحدة ويعبر من خلال معدل ضوئي فراغي (S L M) (Spatial Light Modulator)والذي هو عبارة عن لوحة LCD تظهر صفحات البيانات الثنائية (بالنظام الثنائي) على شكل مكعبات فاتحة و قاتمة ، البيانات المأخوذة من صفحات الشيفرات الثنائية تأخذ بواسطة شعاع الإشارة إلى حساس ضوئي (بلَّورة الليثيوم-نيوبات) بعض الأنظمة تستخدم مواد فوتوبولميرية عوضاً عن البلَّورة السابقة ،شعاع الليزر الآخر المفصول يدعى بالشعاع المرجع يخرج من مقسم الأشعة ويتخذ طريقاً منفصلاً (مختلفاً) باتجاه البلَّورة وعندما يلتقي الشعاعين فإن طريقة التداخل فيما بينهما تؤدي إلى تخزين المعلومات المحمولة على شعاع الإشارة وذلك على مساحة محددة من البلَّورة وهكذا فإن المعلومات تخزن بطريقة هولوغرافية.
هناك ميزة أخرى للذواكر الهولوغرافية أنه يمكن استرجاع صفحة كاملة من المعلومات بسرعة وبآن واحد ، ومن أجل استرداد أو إعادة بناء الصفحة الهولوغرافية من المعلومات المخزنة في البلَّورة ، فإن الشعاع المرجع يسلط على البلَّورة بنفس الزاوية التي دخلها أثناء عملية التخزين ،كل صفحة من المعلومات تخزن على منطقة مختلفة من البلَّورة وذلك اعتماداً على الزاوية التي اصطدم بها شعاع المرجع بهذه المنطقة ، خلال عملية إعادة البناء فإن الشعاع سوف يحيد بواسطة البلَّورة وهذا يؤدي لإعادة خلق الصفحة الأصلية التي خزنت ، هذه الصفحة التي تمت عملية إعادة بناءها تسلط على كاميرا تصوير الأجسام ثنائية القطبية (CCD) والتي تترجم المعلومة الرقمية إلى الكمبيوتر،إن العنصر الأساسي في أي نظام تخزين هولوغرافي هو زاوية ورود الشعاع المرجع الثاني على البلَّورة وذلك لاستعادة صفحة من المعلومات ، إذ عليها أن تطابق زاوية ورود الشعاع الأول (الأصلي) تماماً ،إن فرقاً بحدود جزء بالألف من المليمتر سوف يؤدي إلى فشل في عملية استعادة صفحة المعلومات .
( يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع )