اقترح هيلرون على الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم أن تمنح جائزة نوبل لمجموعة من العلماء بدلا من اقتصارها على عالم أو اثنين أوثلاثة على أكثر التقديرات , وذلك نظرا لطبيعة البحوث الحديثة في الفيزياء والتي يشترك في اجرائها مجموعات قد تصل الى أربعين أو خمسين شخصا يوضع اسماءهم غالبا على البحث المنشور ودلل على ذلك بأن البرلمان النرويجي الذي يمنح جائزة نوبل في السلام , منح الجائزة 14 مرة لمعاهد متخصصة وليس لأفراد .
وفي مسألة الابداع والعبقرية وعلاقتهما بالحصول على الجائزة ذكر هلبرون مثالين هامين :
أحدهما 1939 عند حصول لورنس على جائزة الفيزياء نظرا لاختراعه وتطويره جهاز السيكلترون , وللنتائج المترتبة على هذا الاختراع , وخاصة تلك المتعلقة بالعناصر المشعة صناعيا ويدل هذا النذ الذي صدر عن الاكاديمية أن لورنس وحده هو المخترع والمطور لهذا الجهاز , ومن المعلوم أن أوا سيكلترون قد تم بناؤه على يد ستانلي لفنجستون زميل لورنس , وكانا يعملانمعا بجامعة كاليفورنيا ببير كلي , غير أن لورنس كان يتمتع بمقدرة كبيرة على الادارة وتنظيم العهمل وروح القيادة جعلت منه العبقري الذي نال وحده الجائزة عن هذا العمل .
ومع اختيار السيكلترون عام 1939 للجائزة كان هناك اختراعا آخر يقال لا يقل أهمية عن السيكلترون بل يمكن اعتباره هو الأصل في عمل المعجلات النووية وهو معجل كوكروفت –والتون,ولاعتبارات غير معروفة فقد تأخر حصول كوكروفت ووالتون على الجائزة حتى عام 1951 . وذكر هلبرون مثالا آخر هو منح جائزة الفيزياء لعام 1959 لكل من اميليو سيجرى وأوين شامبرلاين لاكتشافهما الأنتي بروتون (البروتون المضاد) وقد أهملت اللجنة المانحة اسم اثنين آخرين في مجموعة سيجري اشتركا في هذا الكشف الهام وورد اسمهما في البحث المنشور عن هذا الكشف , وهما كلود ويجاند خبير الالكترونيات الذي قام ببناء معظم الدوائر الالكترونية الخاصة بالكشف , وتوماس يبسلانتز الذي أسهم مساهمة كبرى في اتمام الكشف بالرغم من حداثة سنه هذا الوقت , وحصوله على الدكتوراة في الفيزياء حديثا.
وهناك قائد المجموعة العلمية المشرفة على المعجل المستخدم في كشف البروتون المضاد وهو أدوارد لوفجرين وهو ممن عملوا بجد ونشاط من أجل اتمام هذا الكشف .
أما أوربست بيسوني (فيزيائي أمريكي من أصل ايطالي يعمل في أمريكا منذ عام1946 له بحوث متميزة في فيزياء الجسيمات الأولية) من معمل بروكهافن القومي فهو الذي قام باختراع طريقة زمن الطيران للكشف عن الأنتي بروتون ولم يوجه له سيجري وشامبرلاين أية كلمة شكر عند اعلانهما عن كشف الانتي بروتون . ولم يكن له حظ الاشتراك مع الآخرين في الحصول على جزء من الجائزة .
وهكذا يوضح هلبرون بعض الملاحظات على طريقة منح الجائزة وعلى اختيار اللجنة المانحة الذي لا يكون في كثير من الأحيان مواكبا لحقائق الأمور ولا يعطي لكل ذي حق حقه . وبالرغم من هذا تبقى جائزة نوبل أكبر وأعظم الجوائز التي تبقى في تاريخنا المعاصر.