إخواني الأعزاء :
أنا لا أعني المعنى الفلسفي للانهاية , وإنما المعنى الواقعي والعلمي لها , ذلك أن الأرقام هي تعبير عددي للكمية سواء كانت حقيقية أم مفترضة , ذلك أن الرقم يحصر حدود هذه الكمية بشكل نهائي ويجعلها منفصلة عن مايحيط بها وبالتالي فهو يقفز فوق مالا نهاية من أجزاء هذه الكمية ليصل إلى القيمة المعينة التالية برقم جديد وكأن كل هذه الأجزاء غير موجوة وهذا مخالف للواقع برمته , ومن جهة أخرى فإن حقيقة وجود اللانهاية في حياتنا ووجودنا يحمل في طياته قصور مدركاتنا عن تقصي الحقائق مهما بلغت في الصغر أو الكبر من حيث الكمية , بحيث نعزوها إلى اللانهاية , تماماً ممثل الأمور الغيبية حيث نعتبر أن اللانهاية هي المستقر النهائي لكل قيمة يستحيل تعيينها أوتستعصي على الإدراك إبتداءً مما هو أصغر ( لأنهاية في الصغر ) من الكواركات وإنتهاءً بما هو أكبر ( لأنهاية من الكبر ) من الكون , ومع ذلك يبقى المجال مفتوحاً .
وأعتقد في هذا المجال ولو أني لست مختصاً في الرياضيات أنه يجب إضافة رمز اللانهاية إلى كل رقم يحدد كمية ما , أو أن يكون معنى اللانهاية متضمناً في كل رقم نتعامل معه , وذلك للإشارة إلى أننا اجتزأنا هذه الكمية التي حددناها برقم من مجمل الكمية التي لم نستطع تحديدها , فهل يصح ذلك ؟