الرحلة الثالثة مع شاعر اليمن السعيد عبدالعزيز المقالح
على أبواب شهيد
أتسمح لي أن أمر ببابك؟
أتقبلني لحظة في رحابك؟
لألثم حيث هوى السيف،أقبس بعض الشعاع
لأقرأ بين يديك اعتذاري
لأحرق في الكلمات الحزينة عاري
لأشعر -لو لحظة - أنني آدمي
وأني بظلك صرت الشجاع
فإني جبان تخليت عنك غداة الوداع
تركتمك للموت
للقاتلين الجياع
*********
أتسمح لي أن أعفر وجهي
أمرغ شعري
بباقي الدماء
أمزق وزري
لأعرف باب السماء
وعذري إليك ، إلى شمس عينيك
أني جبان
ولكنني رغم جبني
بكيتك ملء عيون الزمان
نقشت اسمك البكر عبر المدى والمكان
ولم أقرع الرأس - رأسك - مستنكرا
مثل أصحابنا الآخرين
*********
ومهما فعلت فإني انؤ بعاري
أجرر في الليل ظلي
وأكره وجه نهاري
إلى أن أجسد في الواقع الجهم
في ساعة الصفر ثأري
واغسل في نار " تموز " ذلي
*********
قتلناك حين هتفنا : الشريف البطل
يموت احتراقا لتحيا البلاد
ولما احترقت اختفينا
كأنا رماد
كأنا بقية نجم أفل
وجفًت بأفواهنا كلمات الجهاد
وكنت البطل
وكنت الأمل
تقدمت نازلت آخر وحش قديم
تعاركتما ثم ألقيته مثخنا بالجراح
وأسلمته للجحيم
ولكنه قبل أن يختفي
مد أظفاره شج وجه الصباح
فأغمضت عينيك
ودعت ..
لكننا لم نكن في الوداع
فأجهشت : أوًاه
ياللوفاء المضاع
احتجاج العائد من رحلة الخوف
يا صدر أمي
ليتني حجرُ على أبواب قريتنا
وليت الشعر في الوديان ماء أو شجر
ليت السنين الغاربات ،
حكاية مرسومة في نهر راعية عجوز
ليت السماء قصيدة زرقاء
تحملني إلى المجهول ،
تغسلني من الماء - التراب
ليت القلوب ترى ، وتسمعُ
والعيون نوافذ مسدودة ،
من لي بعين لا ترى ؟
من لي بقلب لا يكف عن النظر
*****
للماذا يا كتاب الشمس تقرأني ،
وأعجز أن أراك ؟!
أرى حروف دمي ،
بُقعا من المرجان
ضوءا في فمي
مرٌ هو الليل الطويل
***
رفقا بأهدابي
ورفقا يا أظافرهم بأعناق القصائد
أين أخفيها ؟
أأحملها معي للضفة الأخرى من النهر الذي لا ماء فيه ؟!
لا .. لست مجنونا ، واحلامي تطارد حشدهم
وأمد أظفاري ،
اعض بنارها وجه الظلام
أموتُ من خوفي ،
ومن غضبي ،
ومن قهري
أموتُ .. أموت من البكاء
***
لا تكذبي
يا صافنات الشك ،
موجود أنا ..
جسدي وروحي تغرقان
وصوتُ احزاني ذئاب
تنهش الكلمات
ليت الشك ينشر ليله حولي
ويطويني العدم
ليت النهار يغيبُ ، لا يأتي
وليت الليل لا يأتي ،
وليت الأرض نجم لا يدور
قطرات من دم الجبل
كل عصر يجيء وفي كفه قطرات من الدم
في ثوبه وردةُ تتوهج
تحفظُ للشمس أشواقها للنهار .
وتمنحُ ألوانها
للنجوم الشتائية الضوء
تغسل معطف أحزانها
تتناسل في عتمات من الزمن الطبقي
شظايا ..
وتغسل أزماننا .
قطرات من الدم تخلقُ عصرا
وتهدم عصرا
وتطرح أسئلة
تتشرد عبر القرى
تنذرُ الخائفين
تجوسُ خلال الحواري العتيقة- أوردة الفقراء النبيين-
في الشارع العام تركض باحثة عن شهيد
***
قطرات من الدم
كان يحاصرها ليل تاريخنا .
وهي تطوي القرون بخيل من الريح
تفتح بوابة وتسابق موتا
وتمتص نوح النوافذ
والشهقات التي غيبتها الزنازن
تتطلب ، في ساحة الضوء ، فوق التلال البعيدة ، وجها
وتنقش قبرا
وترسم عشب البكاء
***
من تكونين ؟
يا قطرات
من الدم
تصنع هذا الطريق المؤدي
لمقبرة الموت ؟
هذا الطريق المؤدي
لنهر الزغاريد ؟
ألمحُ في ظل عينيك صوت حبيب لنا
وأشاهد نار عصور من القلق المتوهج
أشهدُهُ ..
يُنبت الجبل البكر ضؤ أصابعه
ألف سنبلة أثمرت في الرمال ، خطاه
وألف سؤال حزين على شفة الجبل المتألم ،
خطت دماهُ
وطني ... كان
ما زال
يبقى
سخيا بأمواته
وسخيا بأحزانه
شجرُ البن
يا وطني ، كنت
أنت
الشهيد
وكنا ... صغارا على راحتيك
نداعب وجه التراب
نقبّل جدرانك الهرمات
وحين سمعنا نداء الجبال تطير به قطرات من الدم
جئنا
أفقنا
استجبنا ..
حملنا هموم القرى
وحملنا عن الجرح أحزانه
ووقفنا نناديك :
يا طالعا
من نسيج شرايننا
أنت علمتنا أن نكون
وعلمت أشجارنا أن تكون
فكانت
وكان الشهيد
وكان المطر .
لقد تصرفت في القصيدة الاولى ونزعت منها جزء منه لايضر بالقصيدة لانها غير مناسبه
المهم لكم خالص الود والتقديرفي رأسي كثر لكن ساختم واتوج بشاعرذو رزانة ويحمل شعرة هم الامة وهو الشاعر الاسلامي عبدالرحمن العشماوي ادعوا لي اني الاقيله قصائد فالشعراء تعبت وان ادورلهم ابيات وما وجدت الا اليسير ولكم الف تحية مع محطة جديدة ربانة تحييكم