ومن النماذج الرائعة أيضاً فى الرضا بقضاء الله - عروه بن الزبير - توفى أبنه وفاه صعبة فقد دهسته الخيول بأرجلها فمات ، وقطعت رجله فى يوم واحد ، فأحتار الناس على تعزيته ، هل تعزيه على فقده لولده ، أم فقده لرجله ، فدخلوا عليه ، فنظر أليهم وقال : اللهم لك الحمد ،أعطيتنى أربع أعضاء ، أخذت واحده وتركت ثلاثة ، فلك الحمد ، وكان لى سبعة أبناء ،فأخذت واحد ، وأبقيت لى سته ، فلك الحمد ... لك الحمد على ما أعطيت ، ولك الحمد على ما أبقيت ، أشهدكم أنى راض عن ربى .
وقيل لبعض الحكماء : ما الغنا ؟؟ قال قلة تمنيك ... ورضاك بما يكفيك وقال النبى r " طوبى لمن هدى الإسلام ، وكان رزقه كفافاً ورضى به "
وقال ايضاً " ذاق طعم الأيمان من رضى بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد r نبياً ورسولا "
قال أبن القيم " الرضا باب الله الأعظم ومستراح العابدين ، وجنة الدنيا ، من لم يدخلة فى الدنيا لم يتذوقه فى الآخرة " نعم انه هو الرضا بقضاء الله العظيم .
أخوانى : فلنرضا بقضاء الله وقدره ، وأى مصيبة تهون ما دامت فى غير ديننا ، ولنتذكر مصيبتنا فى فقد النبى مالى فى الدنيا هوى إلا فى مواقع قضاء الله عز وجل ...
ومن النماذج المثالية فى الرضا السيدة - صفية عمة النبى r سيدنا حمزة بن عبد المطلب فى غزوة أحد مات موته شديدة وصعبه ، فقد جاءت هند
بنت عتبه بعد موته ، وشقت بطنه بالخنجر ، وأخذت كبده ومضغتها ، وجاء أبو سفيان وفتح فمه ، وجعل يدق بالحربه فى فمه حتى تشوه وجهه ، فقال النبى r للزبير بن العوام ، أياك أن ترى صفيه أخوها حمزة ، خذها وعد بها إلى المدينة ، فأنى أخشى عليها الصدمة ، فراح الزبير ووقف أمام أمه صفيه وقال : يا أمى ، أمرنى رسول الله أن أعيدك إلى المدينة ، فقالت : يا بنى ، أتفعلون هذا لأن حمزه مُثل به ، يا بنى ما حدث لحمزه فى نعم الله قليل ، ولقد إبتلانا الله ليرانا أنرضى أم لا ، أنى راضية يا بنى ، أخبر رسول الله بهذا ، فرجع الزبير وقال : يارسول الله أمى راضية ، فقال رسول الله r: إذاً دعها ، فذهبت ونظرت على حمزة ، وقالت : إن لله وإن إليه راجعون ، ووقفت تصلى عليه وهى تبكى .
يتبع.....