إقتباس " 4 - قد نلحظ فرقاً بين ( الجاذبية , كقانون علمي ) و ( الانجذاب ) كحالة إنسانية ..
فقانون الجاذبية يفيد الاضطرار والقهر .. إذ كل من دخل – مجال – الجاذبية , يقع في فخاخها شاء ذلك أم أبى ..
أما الانجذاب فهو اختيار ورغبة .. فقد ينجذب شخص إلى آخر ولا ينجذب ثالث لأي من ذينك الأولين .. "
- أخي الكريم طالب :
كل ظاهرة موجودة في الطبيعة لها مفهومين أحدهما معنوي وثانيهما علمي , وكثيراً ما يلتقي المفهومان أو يفترقان , كالزمن و الجاذبية والضوء والحرارة والخسوف والكسوف والوجود والعدم ............إلخ حدث ولا حرج .
ومع ذلك فما الذي يجذبنا إلى شخص ما وينفرنا من شخص آخر ( إذا استثنينا طبعاً تأثير ما تختزنه ذاكرتنا من صور لأشخاص معينين ترافقت مع أحاسيس سرور أو ألم في انجذابنا أو نفورنا من شخص ما ) , ألا ترى معي أن هناك قوة خفية تفعل فعلها فينا .
وقد أثبت العلم أن لكل إنسان مجال أو حقل من ( الطاقة ) خاص به أو طيف حيوي يحيط به ويكون على مسافة بحدود 3-5 م شأنه في ذلك شأن أي جملة مادية أخرى , فهو يؤثر ويتأثر بأناس آخرين من خلال هذا المجال ودون أن يشعر بذلك , فإذا ما توافقت هذه الذبذبات مع مجال طاقي لإنسان آخر أثرت على منعكساته العصبية السمباثوية التي بدورها تصدر السيالة العصبية لفعاليات الجسم المختلفة بحيث تؤدي إلى حالة من التجانس أو ملائمة المزاج مع ذلك الإنسان فيشعر بإنجذاب ورغبة للتقرب منه , والعكس بالعكس , فهل يجوز لنا أن نقول إن الإنجذاب هنا ناجم عن أثر الروح فينا , وفي حديث عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا أذكره بشكل دقيق لكن معناه يقول : " الأرواح جند مجندة فما إلتقى منها تقارب وما تنافر منها تباعد " .
كذلك نلاحظ أن طبيعة الكائنات الحية تميل لأن تنجذب إلى بعضها البعض لتشكل تجمعات تسمى بلغة علم الإجتماع أوعلم الإنثروبولوجيا ( المجتمعات ) أو بلغة علم الحيوان زولوجي ( المستعمرات ) فهل هذا ناجم أيضاً عن أثر الروح في هذه الكائنات , التي يمكن أن يكون لها علاقة بشكل أو بآخر بالجاذبية هذا هو جوهر تساؤلي أخ طالب .