--------------------------------------------------------------------------------
بقلم: الاستاذ انيس منصور..........منقول من الاهرام
الغرباء.. جاء الغرباء.. ذهبوا.. ونحن نقصد الذين ليسوا من كوكب الارض. وانما جاءوا من مكان ما.. وفي القرن الثاني عشر ظهر اخوان لونهما اخضر في شمال انجلترا.. وقال التاريخ: انها اسطورة! ولكن بظهور الاطباق الطائرة وحكايات الطيارين ورواد الفضاء وعشرات الألوف من الناس في العالم الذين رأوا وصوروا.. ومئات قالوا ان كائنات غريبة خطفتهم.. ووضعت شيئا في عقولهم واجسادهم.. واعترفت نساء كثيرات بأنهن قد حملن من هذه الكائنات الغريبة.. بعد كل ذلك لم تعد هذه الحكايات غريبة.. بل انهم تركوا أولادا بيننا.
وفي ملحمتي الالياذة والاوديسه وليالي الف ليلة حكايات عن كائنات ضخمة.. عندها قدرة علي ان تتحول من حيوان لانسان.. وفي الالياذة تحولت الآلهة الي بشر والي طيور وحيوانات ونباتات..
ويري الاديب الكبير كولن ولسون ان العبقريات الانسانية لابد ان تكون هذه الكائنات الغريبة قد ساعدتها علي الظهور والنمو وقد أقامت هنا, ثم عادت وسوف تعود.. والعلماء عاكفون علي الاحجار التي تتساقط علي الارض من الفضاء الخارجي.. بعضها جاء من حيث لاندري وبعضها من كوكب المريخ.. وأخيرا سقط حجران احدهما في القطب الجنوبي والثاني في الصحراء الغربية.. والعلماء ينظرون الي مثل هذه الاحجار كما نظر العالم الفرنسي شامبليون إلي( حجر رشيد).. ففي هذه الاحجار تكمن كل اسرار الكون..
كيف نشأ وهل هناك حياة.. وكيف؟ وقد رأي العلماء في هذين الحجرين بقايا حياة ميكروبية. ومعني ذلك ان الميكروبات والفيروسات علي أرضنا قد جاءت من الفضاء الخارجي. وهذا يفسر ظهور الامراض الغريبة من حين الي حين.. ومعني ذلك ايضا انه رغم أن هذه الاحجار قد تطوحت من كوكب المريخ وراحت تدور حوله وحول الشمس ملايين السنين, فقد سحبتها جاذبية الارض حتي سقطت عليها.
فهذه الميكروبات والفيروسات قد قاومت درجات الحرارة العالية والباردة جدا ولم تمت! فمن هم الغرباء علي هذه الارض؟ نحن طبعا. فقد امتلأت الارض بأبناء واحفاد الكائنات الاخري.. وامتلأت بالميكروبات والفيروسات والطفيليات التي هبطت علينا من السماء..
وتجددت عظمة الانسان في ان يكافحها ويتعايش معها ويتفوق عليها.. وقد تأكدت عبقرية الانسان الضعيف جسما القوي عقلا في انه لايزال قادرا علي البقاء وعلي تطوير نفسه والتفوق ليعرف اكثر.. وقد عرف انه الآن غريب علي أرضه!