الأطباق الطائرة ظاهرة غريبة تماماً
بهذا القول ينطلق الكاتب في توضيح رأيه الخاص عن هذه الظاهرة، الذي يراه التفسير المنطقي الوحيد الممكن لها. فهي ليست كما يتصور معظم الناس أجساماً معدنية مشعة تنتقل من مكان الى آخر ومن كوكب الى آخر على نحو أسهل مما تفعله طائراتنا ومركباتنا الفضائية، وتخضع لقوانين الفيزياء. انها باختصار ظاهرة تخالف كل قوانيننا التي نعرفها عن هذا الكون: مراقبتها عن قرب لكوكبنا، ظهورها في الطرق والشوارع الفارغة والاماكن النائية مثل المزارع، قدرتها الخارقة في فهم العقل البشري والتأثير فيه. وليس بوسع الفيزياء، كما يعتقد البعض مخطئين، أن تجد نظرية «كل الأشياء» في حل كل سؤال ممكن عن الكون. فبعد أن كانت المشكلة في السابق تتعلق بشكل الأرض وحالات المادة والنشوء وأصل الأشياء والذرة ومن ثم بعض الظواهر المستعصية، مثل الشبح الضاج ومثلث برمودا، أضحت مشكلة العصر الحالي هي الأطباق الطائرة. وهي ليست هلوسات عقلية ينتجها عقلنا اللاواعي، كما يذكر العالم النفسي كارل يونغ في تفسيره لها، فليس من المعقول أن يعاني مئات الاف من البشر من الهلوسة في الوقت الذي تطرح سؤالاً يناقض ذلك تماماً: لماذا يتحول من يرى الاطباق الطائرة أو يتعرض الى تجربة اختطاف من قبل الكائنات الموجودة على متنها الى شخص أكثر فاعلية وفهماً للكون المحيط به؟ ولماذا تظهر قدرات جديدة لدى ممارس هذه التجربة؟ وما السبب للشعور بالسكينة لمن يمارس تجربة الاتصال بها.؟
وأمام مثل هذه الظاهرة المستعصية شعرت بالحرج الشديد معظم الهيئات الحكومية في كثير من الدول كالولايات المتحدة وبريطانيا فقامت كبرى مؤسساتها العسكرية والاستخباراتية، مثل البنتاغون والسي آي ايه. بتصنيفها على انها أشباح أو ثعابين بحار، أو شيء يمكن تجاهله بأمان، اذ ليس ثمة اختلاف بوجوده أو عدمه. واكتفت البحرية الأسترالية بالتصريح بأن الأطباق الطائرة انعكسات على الغيوم، لا وجود حقيقياً لها. وكانت في البداية بالنسبة للكثيرين مجرد أجسام مشعة في السماء شأن بالونات الهواء أو الطائرات العمودية. ومع بدء موجة الاختطاف بالظهور بالنسبة لألوف الأشخاص، بات من الغباء تجاهلها، لأنها ليست بقصة لا تؤثر في البشر جميعاً مثل وحش بحيرة نيس أو رجل الثلج، فهي تتعلق بالجنس البشري برمته. وتتجسد هذه الظاهرة في شيئين محددين، هما: حوادث الاختطاف والدوائر الغامضة في بعض الحقول.