حوادث الاختطاف
يستعرض الكاتب في الفصل الاول كتاب جون ماك «اختطاف» الذي يتطرق فيه لحالات اختطاف تعرض لها عدد ليس بالقليل من الأشخاص على متن مراكب فضائية. وهؤلاء الأشخاص يمثلون مختلف شرائح المجتمع من طلاب ومزارعين وأكاديميين وربات بيوت وكتاب واختصاصيين في الحاسوب واطباء نفسانيين تتراوح اعمارهم بين سن النضج وسن الخامسة والسبعين، ناهيك عن العدد الكبير جداً من الاشخاص الذين شاهدوا هبوطها «كالراهب وليث بوث الذي شاهد هبوط احداها عام 1959 بالقرب من منزله أثناء خروجه. لايعاني معظم هؤلاء الاشخاص من أمراض نفسية أو صدمات عاطفية ولا يبحثون عن الشهرة، وليس لديهم معرفة سابقة أو اطلاع بهذه الظاهرة. لقد كان السبب في عدم افصاح الكثير منهم عن هذه التجربة الخوف من الاتهام بالجنون، الذي كان شائعاً بالنسبة لمن يؤمن بوجود مثل هذه الظاهرة حتى وقت قريب. ومما يثير الاستغراب أن ما يذكره هؤلاء الاشخاص من وصف للغرباء متطابق الى درجة كبيرة: يبلغ طولهم ثلاثة أقدام، ذوو رؤوس تشبه اليقطين، خدود مرتفعة كثيرة اللحم، عيون واسعة مائلة الى جانبي الرأس، أفواه من دون شفاه وذقون حادة وانعدام وجود الأذنين. ويقوم الغرباء بنقل الناس من أسرَتهم الى مركبات فضائية. وعند العودة لا يتذكرون شيئاً من تلك التجربة، أو يتصورون انها حلم مزعج لا صلة له بالواقع. واذا ما خضع ممارس تلك التجربة الى التنويم المغناطيسي او الى جرعات من عقار ال. اس. دى وهو عقار قامت مختبرات ساندوز في بازل بصناعته وارساله الى الاطباء النفسيين في معظم أنحاء العالم ويساعد كثيراً في استذكار التجارب والاتصال مرة أخرى بالواقع عند كثير من المرضى، ويبدأ هذا الممارس بتذكر تلك التجربة على نحو دقيق، مثلما حصل مع كاثرين التي عادت الى بيتها وهي تعاني من نزيف بسيط في الانف وأدركت أن 45 دقيقة كانت مفقودة. شاهدت في اليوم التالي في التلفاز أن صحناً طائراً قد هبط في بوسطن. وبعد جلسة من التنويم المغناطيسي تذكرت التجربة بتفاصيلهاحيث أخذت الى غرفة واسعة جداً تحتوي على عدد كبير من الطاولات وأُدخلت أداة حادة دقيقة الى جسدها لاجراء فحص دقيق. وعندما سألت بغضب عما كانوا يفعلونه، أجاب أحدهم بأنه جزء من التغيير الذي يودون احداثه في الجنس البشري، وان ذلك خطوة من خطوات الأبحاث التي يقومون بها منذ الاف السنين من دون أن يفصحوا عن فحوى هذه الابحاث.