السلام عليكم :
الأخ الكريم ماجد طه : أكرمك الله تعالى وزادك علماً ...
1 - قد أكون فهمت عنك خطأ في مسألة بناء البيت الحرام .. و لكن انظر إلى قولك عن البيت الحرام , وإلى ما تفضلت به عن سر الدوران .. فلو كان ثمة سر , لو وجب أن يكون الدوران حول البيت الحرام منذ بدء الخليقة على الأرض ..
فقد أردتُ من إشارتي تلك , أن هذا الوصف يقف إلى جانبك ويدعم ما أنت ذاهب إليه , إن أثبت وجود الدوران حول البيت الحرام منذ أن – بناه - آدم عليه السلام ..
2 - ما دمتَ قلتَ في المشاركة ( 17 ) :
(( ...فهل يصح لنا الإستنتاج بأن جوهر الوجود هو الجاذبية , وإذا قلنا الوجود فهل نعني الحياة , وإذا كان الوجود يعني الحياة فهل تكون الجاذبية هي جوهر الحياة , وإذا اعتبرنا أن جوهر الحياة هي الروح , فهل تكون الجاذبية هي من أسرار الروح ؟!!! ))
لزمك أن تنظر إلى الموت كما تنظر إلى الحياة .. إلا إن عدّلت في استنتاجاتك , وجعلت الجاذبية جوهر الحياة – الدنيا - , لا جوهر الوجود ..
3 - كلامك هنا عن المقارنة بين انعدام الجاذبية وخروج الروح , غير كلامك في ( 26 ) , فقد قلت هناك :
(( ... أنه إذا انعدمت الجاذبية في أي شيء مادي فإنه يؤول إلى الزوال , من منطلق تشتت أجزاءه واندثارها شيئاً فشيئاً ... ))
أي : اندثار الأجزاء - أيضاً - .. أليس هذا ما تدل عليه عبارتك ؟
هذا من جهة ؛ ومن جهة أخرى : فإنه يبقى من لإنسان بعد خروج روحه وتشتت جميع أجزاء بدنه , يبقى منه متماسكاً ( عجب الذنب ) وقد ثبت هذا في الدين وفي العلوم الوضعية ..
فما الذي يبقى من المادة بعد زوال الجاذبية ؟
4 - لا أحسب أن لظواهر الوجود مفهومين : (( أحدهما معنوي و ثانيهما علمي )) بل لها مفهومان : ( مثالي , ذهني – معنوي - ) و ( موضوعي – مادي , محسوس أو مُغيب - ) .. وكلاهما علميان ...
وفي قولك : (( ومع ذلك فما الذي يجذبنا إلى شخص ما وينفرنا من شخص آخر ....... ألا ترى معي أن هناك قوة خفية تفعل فعلها فينا . ))
في قولك هذا تأكيد على وجود منفّر بين أفراد الكائن الحي ..
فهل هناك مادة تَنفُر من مادة بفعل الجاذبية ؟
5 – إليك إحدى روايات الحديث الشريف بتخريج الإمام البخاري رحمه الله تعالى : << عن عائشة رضي الله عنها قالت :
: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر اختلف ) . >>
فأين وجه التطابق بين الروح و الجاذبية ؟
6 - الجاذبية أمر غير محسوس , ولكنه يدرك بآثاره .. ونحن – البشر – وضعنا هذا المفهوم لإحدى ظواهر علاقة أفراد المادة ببعضها , من أجل الفهم الأعم و الأشمل لتلك العلاقة و من أجل إمكانية تحليلها وتفسيرها .. وكما ترى فإن مضمون هذا المفهوم ليس ثابتاً على مر العصور ..
أفليس من الأولى أن يُتفق أولاً : لماذا تنجذب أفراد المادة إلى بعضها بعضاً ؟
أعود فأقول : قد يكون هناك تشابه بين الجاذبية والحياة , بيد أنني لا أحسب أن بينهما تطابقاً ..
ولكم تحياتي