وبالنسبة لمعظم البشر تكمن المشكلة في هيمنة الواقع المادي لديهم على الواقع العقلي، على عكس ما يتمتع به الغرباء من سيطرة تامة للعقل. فهذا الواقع العقلي النفسي يسير موازياً للعالم المادي و تمثل «الاشباح والعفاريت والأشباح الضاجة والجن التي هي في الواقع موجودة كوجود الذرات والالكترونيات غزوات لهذا الواقع الآخر».
والانسان في حاجة الى التركيز على الحاضر والتنبؤ بالمستقبل ليظل على قيد الحياة، بعد أن تخلص في مرحلة ما من تاريخه من هذه «القوى العقلية النفسية» حالما بدأ بالعيش في المدينة مولياً اهتماماً أكبر نحو العربات ذات العجلات والفطنة التجارية لا الى الحيوانات المفترسة. ويرى من خلال تجاربه الخاصة أن معظم الحيوانات تمتلك قوى توارد أفكار، كما لاحظ على كلبته التي تنظر اليه وتولي له اهتماماً عندما يقرر أن يرمي لها قطعة طعام، في حين كانت مضطجعة بسلبية قبل ذلك بلحظات مدعية انها لا تولي اي اهتمام الى ما يدور حولها. ومثل هذه الاشارات قد فقدها معظم البشر. وجوهر المشكلة أن ما أصاب الحضارة الانسانية هو ضيق الفكر والهوس اللذين أفضيا الى نظرة كئيبة سوداء عن الواقع. ولا يسمح ضيق الفكر للانسان بالتركيز على مسألة البقاء ـ التي ليست بالاساس الهاجس الأول لسكان المدينة ـ بل على العكس ستضعه في فخ يشبه رؤية النفق التي تجرده من فهم أكبر للمعنى.
والشيء المؤكد ان لدى جميع البشر عدداً من القدرات يفوق كثيراً ما يظهره الواقع الاعتيادي المحدود، فنحن حينما ننظر نتصور اننا نرى الواقع في حين لا نرى سوى جزء بسيط محدود منه. ويولد البعض ولديه رؤية أوسع من غيره ـ وهي ما تسمى بالقدرة النفسية العقلية ـ في حين يتعرض البعض كالشعراء والفنانين والفلاسفة الى حالة من الاختناق تدفعهم غريزياً الى البحث عن رؤية اوسع. وعند مثل هذه المرحلة أصبح الانسان في حاجة ماسة الى انقاذه من رؤية النفق الذي تحول دون هيمنة كاملة على «قدراته الخفية» .ويبدو ان تجارب ألاتصال او الاختطاف من جانب الاطباق الطائرة تساعد الانسان في الوصول الى مثل هذه الرؤية الواسعة عن الواقع واستغلال أكبر لقواه الخفية. ومثل هذه الرؤية حصلت مع احدى النساء التي كتبت الى العالم النفسي فالي تقول: «بدأت موجة من الجنس البشري الجديد قبل الاف السنين فأخذوا يسيرون في الارض ويتنفسون الهواء معنا، لكنهم في الوقت ذاته يسيرون في أرض أُخرى ويتنفسون هواءً مختلفاً لا نعرف عنه سوى الشيء البسيط جداً، أو لا شيء أبداً. أنه عالمنا الروحي الذي بدونه سيحصل هلاكنا الروحي».