نظرة للعلاج:
إن أول خطوات العلاج أن يتذكر حكم الإسلام في مثل هذه الحالات، وما أمر به من حمل أمور الناس على البراءة الأصلية وعدم المسارعة إلى التأويلات السيئة ويتذكر ما نهى عنه من سوء الظن بالله وبالناس، وإلى جانب السيطرة على الشعور الباطن بالحوار الداخلي وتذكير النفس بالله وبأحكام الشرع الحنيف عليه أن يتحكم في الانحرافات الباطنة والظاهرة التي يفضي إليها سوء الظن مثل الحسد والحقد والغيبة والتجسس، قال ابن قدامه : متى خطر لك خاطر سوء على مسلم، فينبغي أن تزيد في مراعاته وتدعو له بالخير، فإن ذلك يغيض الشيطان ويدفعه عنك. وإذا تحققت هفوة مسلم، فانصحه في السر.
وإذا رأى الإنسان من أخيه ما يستنكره فعليه أن يتأوله ـ ما وجد له في الخير مذهباً ـ.
وإذا لم يجد باباً من التأويل ولا ما يدفع سوء الظن فليبادر إلى مواجهة المظنون به، وليفاتحه بما ينسب إليه، فإما أن يعترف ويستمرئ ما هو عليه، وبذلك يسلم من إثم الظن، لأن الظن لا يتحول إلى يقين فيكون ما ظنه حقاً فلا تكون التهمة خالية من الدليل؛ وإما أن يحدث توبة ويستأنف حياة نظيفة فيكون ذلك من أعظم الخير الذي أسداه إليه؛ وإما أن تظهر براءته، ويكون الظن قائماً على غير أساس, فأسئ الظن بنفسك وأحسن الظن بالمؤمنين، واستكشف مواطن الخلل والنقص في ذاتك فـ«طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس».
كذلك فإن من سبل العلاج أن تتعامل مع المرض تعاملاً عكسياً بمعنى أنك إذا خالجك سوء الظن بأحد فابحث له عن صفات الخير التي فيه وذكر نفسك بها وتفقد سمات الصلاح التي به والزم فكرك إياها، وإذا عرفت سقطة مسلم فانصحه في السِّر ولا تبادر إلى اغتيابه وإذا وعظته فلا تعظه وأنت مسرور بإطلاعك على عيبه، بل ينبغي أن يكون قصدك استخلاصه من الإثم وتكون محزوناً كما تحزن على نفسك إذا دخل عليك ذنب.
وعليك كذلك أن تحاسب نفسك دائماً وتبتعد عن مواطن الثرثرة والنميمة وذكر عيوب الناس فإنها بيئة ينبت فيها سوء الظن.
.
.
.
و لـــكم احتراماتي