ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - لم يقفوا في التاريخ في صف العامّة .. هؤلاء غيروا العالم
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-12-2006, 17:35
الصورة الرمزية Diamond
Diamond
غير متواجد
فيزيائي قدير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
الدولة: بلد الحرمين
المشاركات: 1,418
Lightbulb لم يقفوا في التاريخ في صف العامّة .. هؤلاء غيروا العالم

إنهم أناس كغيرهم من البشر، لكنهم لم يقفوا في التاريخ في صف العامّة بل حجزوا لأنفسهم منصّات ومنابر يشهد لهم كل من أرّخ وكتب، ملكوا الموهبة والإرادة والتصميم ، ولم تقعدهم علل الحياة عن تحقيق مآربهم وأحلامهم ، ولم تكن طموحاتهم تقف عند حدّ ، بل كانت تجوب عنان السماء لترقى بأفكارها الى عالم أسمى . فكانوا السباقين الى الإكتشافات والإبتكارات الخلاقة ، واحتلت إنجازاتهم الأماكن البيضاء في عتمة سماء هذا العالم ،فاستحقوا التقدير والثناء من كل من يقدر العلم والعمل

أتمنى للجميع الفائدة .. سأطرح هنا نقلا عن مصادر متعددة شكر وتقدير لهؤلاء الذين غيروا العالم ..












ترتبط نشأة الكيمياء عند العرب بشخصية أسطورية أحياناً وتاريخية حيناً آخر، هي شخصية جابر بن حيان، ونستنتج من خلال الكتب التي تحمل اسمه أنه من أشهر الكيميائيين العرب، ويعدّ الممثل الأول للكيمياء العربية.

أصلــــــــــــــــه

هو أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي ، ولد على أشهر الروايات في سنة 101هـ ( 721 م ) وقيل أيضاً 117هـ (737م) ، وقد اختلفت الروايات على تحديد أصله وكذلك مكان مولده ، فمن المؤرخين من يقول بأنه من مواليد الكوفة على الفرات ، ومنهم من يقول أن أصله من مدينة حران من أعمال بلاد ما بين النهرين ويوجد حتى من يقول أن أصله يونانياً أو أسباني، وأقرب الاقوال الى الحقيقة ان أصله من الأزد، وولد في خراسان من أب عربي وأم عربية، أرسله والده إلى الجزيرة العربية للاتصال بقبيلته، فبقي هناك إلى أن بلغ أشدّه، وأتقن العربية، وتعلّم القرآن والحساب وعلوماً أخرى.

عاش ابن حيان في العراق بالكوفة وبغداد، وأثناء فترة وجوده في الكوفة اتصل بالإمام جعفر الصادق ، ثم اتصل بالبرامكة الذين قدّموه إلى بلاط الرشيد ، وكانت له ساعة معينة يدخل فيها على الإمام الصادق ليأخذ العلم منه ، وتتلمذ على يديه، وعن طريقه دخل بلاط هارون الرشيد بحفاوة .

هو أول من اشتغل بالكيماء القديمة ونبغ فيها، حتى إن العرب سمَّوا الكيمياء عامة "صنعة جابر"، إشارة إلى أن "جابر بن حيان" هو أول من زاولها، وكشف عن مفردها ومركِّبها، وتناول في كتاباته الفلزات وأكاسيدها وأملاحها، وأحماض النتريك والكبريتيك والخليك، وعالج القلويات وحضَّرها ونقَّاها بالبلورة والتقطير، والترشيح والتصعيد.



جابر بن حيان في الحقيقة هو الذي وضع الأسس العلمية للكيمياء الحديثة والمعاصرة ، وعلماء الغرب يشهدون على ذلك.


تعمق جابر في الكثير من العلوم وبرع فيها كالفلسفة، والمنطق، والطب، والرصد، والرياضيات، والكيمياء، والميكانيك، والفلك، وسواها من المعارف الإنسانية، إلاَّ أنَّ شهرته بالكيمياء طغت عليه وعرف بها، فقال عنه Berthelot برتيلو : " إن لجابر في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق" .

وقال عنه الفيلسوف الإنكليزي (باكون) : ( إن جابر بن حيان هو أول من علم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء)
ويقول ماكس مايرهوف : يمكن إرجاع تطور الكيمياء في أوربا إلى جابر ابن حيان بصورة مباشرة. وأكبر دليل على ذلك أن كثيراً من المصطلحات التي ابتكرها ما زالت مستعملة في مختلف اللغات الأوربية.
عمد جابر بن حيان إلى التجربة في بحوثه ، وآمن بها إيمانا عميقا ، وكان يوصي تلاميذه بقوله :" وأول واجب أن تعمل وتجري التجارب، لأن من لايعمل ويجري التجارب لا يصل إلى أدنى مراتب الإتقان. فعليك يابني بالتجربة لتصل إلى المعرفة".



أعمال ابن حيان في مجال الكيمياء


نادى جابر بن حيان بأعلى صوته أن دراسة العلوم الطبيعية أساسها التجربة ، لذا نجد أن علماء المسلمين نهجوا منهج جابر بن حيان وحذوا حذوه وذلك ليس في مجال الكيمياء وحسب وإنما في العلوم الأخرى . فجابر أول من أدخل التجربة العلمية المخبرية في منهج البحث العلمي الذي أرسى قواعده ، وهو مخترع القلويات المعروفة في مصطلحات الكيمياء الحديثة باسمها العربي Alkali، وماء الفضة.
وهو كذلك صاحب الفضل فيما عرفه الأوربيون عن ملح النشادر، وماء الذهب، والبوتاس، وزيت الزاج ( حمض الكبريتيك ) ، كما أنه تناول في كتاباته الفلزات، وأكسيدها، وأملاحها، وأحماض النتريك والكبريتيك، وعمليات التقطير، والترشيح، والتصعيد. ومن أهم إسهاماته العلمية كذلك، أنه أدخل عنصرَيْ التجربة والمعمل في الكيمياء وأوصى بدقة البحث والاعتماد على التجربة والصبر على القيام بها ، فجابر يُعَدُّ من رواد العلوم التطبيقية ، وتتجلى إسهاماته في هذا الميدان في تكرير المعادن، وتحضير الفولاذ، وصبغ الأقمشة ودبغ الجلود، وطلاء القماش المانع لتسرب الماء، واستعمال ثاني أكسيد المنغنيز في صنع الزجاج.
شرح ابن حيان بالتفصيل كيفية تحضير الزرنيخ ، والأنتيمون ، وتنقية المعادن وصبغ الأقمشة. و اكتشف أن الشب يساعد على تثبيت الألوان ، كما أنه صنع ورقاً غير قابل للاحتراق ، وحضر أيضاً نوعاً من الطلاء يمنع الحديد من الصدأ .

كما أن جابرابن حيان هو أول من استعمل الموازين الحساسة ، والأوزان المتناهية في الدقة في تجاربه العلمية . وهومكتشف "الصود الكاوي" أو القطرون ، و هو أول من استحضر ماء الذهب والفضة بخلطهما بحامض الكبريت وحامض النتريك ، و أول من أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحلّ باستخدام الأحماض ، وهي الطريقة السائدة إلى يومنا هذا.
وهو أول من اكتشف حمض النتريك و حمض الهيدروكلوريك ، و أدخل تحسينات على طرق التبخير والتصفية والإنصهار والتبلور والتقطير.


ويقدّر الزمن الذي ولد فيه جابر بين 721 م – 722 م، أما تاريخ وفاته فغير معروف تماما. ويقال أنه توفي سنة 200 هـ أو ما يوافق 815 م ، ويقول هولميارد Holmyard أن جابر عاش ما يقارب 95 سنة، ودليله في ذلك أن المؤلفات التي ألّفها لا يمكن إنجازها بأقل من هذا الزمن .
رد مع اقتباس