[فتحي مكي]

اولا اشكر الأستاذ هراب على دعمه المتواصل و تشجيعه
ثانيا اخي العزيز ابو اركان
لو صممنا على مصطلح ازدواجية الموجه و الجسيم للجسيمات الأوليه
و حاولنا ان ننظر للشق الآخر منها وهو جسيمية الإلكترون و يحق لنا هنا أن نسأل
هل يبدو الإلكترون ككرة صغيره مثل كرة البلياردو مثلا ؟.
سنرى أن محاولة تفسير سلوك الجسيمات الأولية بنفس الكلمات التي نستخدمها
لوصف ما يحدث في عالمنا المنظور تؤدي إلى تناقضات مثل ما وضحنا سابقا في المقال
لنأخذ على سبيل المثال عندما تتحرك الإلكترونات داخل مجال مغناطيسي فأنها تنحرف
كما لو أنها تمتلك عزوما مغناطيسية و هي بالفعل تمتلك عزوما مغناطيسية يمكن قياسها
و بالتناظر مع الواقع نفترض انها تمتلك تدويما ككرة بلياردو مشحونه تدور حول محورها
بالفعل تقود الكثير من التجارب أن كل الجسيمات الأولية تمتلك تدويما .
ولكن اذا ما اصرينا على فكرة الكرة التي تدور حول محورها سنجد أن النقاط على سطح
الألكترون ستتحرك بسرعة أعلى من سرعة الضوء , من ناحية أخرى تدويم الجسيمات الأولية
مكمى بمعنى أنه لا يمكن أن يتخذ الا قيما معينه او مضاعفاتها و هذا شيء لا يشبه أي دوران نعرفه في
حياتنا اليومية .
نأتي للموضوع الأكثر غرابة في مسألة التدويم , تخيل أنك تقف وانت تنظر لنافذة غرفتك ثم درت حول
نفسك 360 درجة او دورة كاملة ستعود حتما لنفس الى وضعيتك الأولى و سترى نفس المشهد الذي كنت
تراه قبل الدوران وهو النافذة , في الحقيقة كل الأجسام التي نعرفها تعود لوضعها السابق بعد الدوران دورة كاملة
لكن بالنسبة للإلكترون و كل الجسيمات التي تدويمها نص لا تعود الى وضعها الأول الا بعد الدوران 720 درجة
فلو كنت الكترونا فلن تشاهد النافذه بعد الدوران 360 دورة وهذا شيء لا يمكن ابدا أن يحدث في العالم الذي
نراه و نلمسه بحواسنا .
و لهذا لا يمكن حتى تشبيه الإلكترون بالجسيم ولا بالموجه ولا حتى بكلاهما
هذا والله أعلم