ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - مدخل في الفيزياء الكونية
عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 15-01-2008, 04:22
الصورة الرمزية منير قنيش
منير قنيش
غير متواجد
فيزيائي نشيط جداً
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 87
افتراضي رد: مدخل في الفيزياء الكونية

كما سبق أن قلت من قبل، تعتمد كل المعارف في بناء أنساقها على مسألة البدايات التي يتخذ فيها كل صنف ما يراه مناسبا. وفي الحالة هذه اتخذت لنفسي مسألة أخرى مخالفة لما درسته وتعلمته وجعلت منها قاعدة اعتمد عليها في بناء أنساق معرفتي الجديدة التي تتناسب مع متطلبات ذهني. وكانت النتيجة أنني خرجت بالعديد من الحقائق التي تؤكدها استجابة الظواهر الطبيعية لها حيث لكل ظاهرة تفسير لا يخرج عن هذا النظام المذكور ولا يخالف المنطق وهذا ما زاد تشبثي به.
أختي نرجس لو تمعنت جيدا في انشطار القنبلة الذرية للمست ما جئت به في تركيب الذرة. إن مشهد حادث هيروشيما يوحي بأن الشكل الذي أخذه الانشطار قريب جدا من أن يكون كشكل مقطع عرضي للذرة الذي وضعته وأطلعتكم عليه. وهذا القانون التركيبي يمكن لك أن تلمسينه بمشاهدتك لمقطع عرضي لتفاحة أو لحبة طماطم أو لبرتقالة أو....
هو قانون واحد يحكم كل الموجودات، وكل الموجودات تعرف الحياة لأن الذرة التي تعتبر القاسم المشترك بينها تعتبر حية، إن لها بداية كما لها نهاية.

بين قوسين

(كلنا نتفق على أن البحر يرمي خارجه كل الأشياء التي ماتت، كما نتساءل كلنا عن سبب وجود شواطئ مليئة بالرمل وأخرى لا وجود لأثرها والجواب يدخل هنا في نفس السياق وهو أن هذا الرمل كان في يوم ما تربة خصبة في قاع البحر أو المحيط بمعنى أنه كان جسما حيا إلا أن مرور الزمن جعل هذا الجسم يستنفد كل قواه وبالتالي يموت لتكون نهايته أن يلقى خارج البحر
وليست تربة البحار وحدها تعرف الشيخوخة بل تربة اليابسة هي الأخرى كذلك فالصحراء التي نراها قاحلة في يومنا هذا كانت في يوم من الأيام أرضا خضراء والسبب هو أن كل الأشياء الموجودة تمر بأربعة مراحل خلال حياتها ومن بينها التربة التي تكون نهايتها التصحر).
كان هذا عن الموجودات أما عن علاقتها بالوجود فهي علاقة المخلوق بخالقه، المصنوع بصانعه. ومن الضروري أن نعلم طبيعة هذه العلاقة.
لقد ترتب على كون كل شيء في الكون يموت ويفنى كما سبق أن قلت، أن يكون لوجوده ابتداء وظهوره لم يكن مستقلا عن ذات الوجود الدائم الذي هو الله بل جاء منه وسيبقى فيه. وبمشيئته انطلقت نشأته ومن ذاته الممثلة للوجود جاء كل شيء. ومما لا شك فيه أن جوهر الأشياء له ارتباط شديد بهذه الذات وبالتالي يكون هذا الجوهر هو مادة الكون، مثلما نقول عن الخشب مادة السبورة، فهو صلة الوصل بين الصانع والمصنوع بمعنى أنه الوسيلة التي سخرها الله من ذاته لصنع الكون ما دام هو منه، ولا يصح أن نقول أن الجوهر مادة الله لأن ليست لله مادة يمكن للعقل البشري تصورها، وإنما أعني بالجوهر هنا أصل السلسلة السببية الكامن وراء كل الأشياء الموجودة ومدعوم بقوة الله.

تذكير

إن ذات الوجود الأزلي غير قابلة للوصف لأن الوصف لا يتم إلا بإسقاط أو تشبيه الشيء المراد وصفه بشيء آخر معروف ومألوف لدى الشخص السائل، وحسب ما هو معروف أن الأشياء التي لم يسبق لنا رؤيتها أو لمسها يصعب علينا تخيلها أو بالأحرى التحدث عنها إضافة إلى أننا نعيش في عالم كله من الذرات لأن بين كل ما هو موجود في الكون يوجد قاسم مشترك وحيد هو الذرة ممـا يعني أن عــالمـنا هو عــالم النواة و الإليكترون، والأشياء تتميز لنا فيه عن بعضها البعض باختلاف تركيباتها، أما عالم الوجود الأبدي فليس فيه ذرات لأنه ببساطة لو كانت فيه مثل هذه الأشياء لكان فانيا (لأن الذرات تفنى)
رد مع اقتباس