ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - الــنـــجــــومـــ ....حـياتها وموتها
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14-09-2008, 14:39
الصورة الرمزية tender
tender
غير متواجد
فيزيائي متمكن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 190
افتراضي رد: الــنـــجــــومـــ ....حـياتها وموتها




الكتله هى العامل الأساسى الذى يحدد العمر المتوقع للنجم, فالنجوم الأكبر حجما عمرها أقل من النجوم الأصغر حجماً, وهذا قد يبدو غريباً حيث ان النجوم الكبيره لديها وقود
أكثر لتحرقه فتعتقد انهم يجب ان يعيشوا مده أطول .. لكن النجوم الكبيره تحرق وقوداً بمعدل أكبر من النجوم الأصغر, فكلما زادت الكتله كلما أرتفعت الحراره و أرتفع
الضغط و أرتفع معدل التفاعلات النوويه .. فهى ببساطه عمليه حسابيه ,تعتمد على سؤالين :


1- ماهى كمية الوقود بالنجم ؟
2- ما هو معدل أستخدام هذا النجم؟

فنجم كتلته كبيره جداً قد يموت خلال مليون عاماً فقط .. فشمسنا مدة حياتها حتى وقت موتها هو 10 مليار عام فاذا قمنا بمقارنتها مع نجم حجمه 10 أضعاف حجم الشمس
سنجد انه عمره الكلى حوالى 10 مليون عاما فقط , بينما نجد ان النجوم الضخمه عمرها يقاس بملايين السنيين , فالنجوم صغيرة الحجم يقاس عمرها بعشرات المليارات
وربما تريلونات السنين.

لكن كل النجوم لا تستطيع ان تعيش فى حالة التسلسل الأساسى للأبد, فان النجم يستطيع فقط ان يعيش طالما عنده وقود ليحرقه , عندما تستهلك كل وقودها فالتفاعلات
النوويه تتوقف و الجاذبيه تنتصر , فالجاذبيه لا تستسلم أبداً بينما الوقود قد ينتهى بعد فتره.

حجم النجم لا يحدد فقط عمره المتوقع , لكنه أيضا يحدد كيف سيموت .. فالنجوم الضخمه تموت بطريقه صاخبه عن طريق الأنفجار, لكن النجوم الأصغر محكوم عليها بان
تنطفىء ببطء تدريجياً .

شمسنا ذات الكتله المتوسطه فى منتصف عمرها , قضت حتى الأن 5 مليار عام تحرق فى مخزونها من الهيدروجين بسعاده وراحة بال, لكن مهما طال الزمن فهناك نهايه
حتميه واحده, العلماء يتوقعون انه بعد 5 مليارات عاماً فى المستقبل شمسنا ستصل لهذا المنعطف لخطير, فوقودها من الهيدروجين سيكون قد أستهلك و التفاعلات النوويه
ستقل و الجاذبيه ستبدأ بتحطيم الشمس و عندما يحدث هذا فالموقف ميأوس منه , لكن أملها الوحيد للنجاه هو ان تجد مصدرا جديداً لأستخدامه كوقود .

ان لديها هيليوم , لكن لكى تستطيع ان تحرق هيليوم يجب ان يكون درجة حرارة مركزها أكثر 10 مرات مما كان سابقا, فهى لن تستطيع ان تحرق وقودها من الهيليوم و
تحوله الى كربون الى عندما تصل درجة الحراره فى مركز الشمس الى 180 مليون درجه فهرنهايت , وهذا لأنه من الصعب ان تجعل ذرات الهيليوم متقاربه لدرجة ان تتولى
القوى النوويه القويه بأدماجهم معاً .

بينما تستمر الشمس فى التقلص بفعل الجاذبيه تقذف الطبيعه لها طوق النجاه, فمركز الشمس سيصبح ساخن للغايه بسبب الجاذبيه التى تحاول تدميره, فعندما يصل مركز
الشمس الى 180 مليون درجه فهرنهايت ستبدأ بحرق الهيليوم و تحويله الى كاربون فى مقامره يائسه للنجاه , لكن هذا فقط يؤخر المحتم , و المحتم للنجم هو الموت.


فالشمس التى قضت 10 مليار عاماً تحرق مخزونها من الهيدروجين, سوف تستهلك مخزونها من الهيليوم فى 100 مليون عاما فقط .. ثم بعد ذلك ستحاول ان تستهلك
الكاربون و لكنها ستفشل , لكن كل هذه المغامرات لن تحدث الا فى آخر 10% من حياة الشمس.


درجة الحراره المرتفعه الناتجه من الهيليوم المحترق ستجعل الطبقه الخارجيه من الشمس ان تنتفخ , عند هذه المرحله يكون الغلاف الخارجى للشمس متمسك بالجاذبيه
بطريقه ضعيفه جدا , لذلك فالأنفجارات الشمسيه ستدفع الطبقه الخارجيه خارج نطاق جاذبية الشمس, و خلال تسلسل يسمى الولاده الكونيه (Cosmic Birth) ستقوم
الشمس بقذف طبقاتها التى متماسكه بشكل ضعيف من الجاذبيه لتشكل حلقات من الغاز حول الشمس المحتضره و هذا ما يسبب :



ظاهرة السديم الكوكبى (Planetary Nebula Phenomena)

حلقات جميله من الغاز تحيط المركز المحتضر من شمسنا , و عندما يصبح مركز الشمس لا يستطيع عمل اى تفاعلات نوويه فالجاذبيه تكسب اليد العليا, و الشمس تبدأ
بالسقوط فى جاذبيتها كمتسلق متعب من الأمساك بحبل التسلق .


لكن هناك أحتمال قد يستخدمه هذا المتسلق اذا كان قد تعب من التمسك بالحبل وهذا اذا استطاع ان يجد حافه ليقف عليها , فالجاذبيه تستطيع ان تجذبه كما تريد لكن هذه
الحافه ستدعمه ضدها, وهو ليس عليه ان يبذل اى مجهود لكى يكسب هذه المعركه.


هناك بعض أنواع النجوم -وشمسنا هى واحده منهم- تجد هذه الحافه التى تجعلها تنتصر على الجاذبيه, وهذه الحافه هى الألكترونات وهى جزيئات صغيره جداً من الذره سالبة
الشحنه, فالألكترونات لا تحب ان تكون قريبه من بعضها بسبب شحنتها السالبه, لذا فاذا قامت الجاذبيه بضغط الألكترونات بشكل كافى فالألكترونات المتنافره ستكون قادره
على ان تحافظ على النجم ضد الجاذبيه.


فعندما يتم ضغط شمسنا الى حجم الكره الأرضيه, فما يسمى بضغط الأنحطاط الألكترونى (Electron degeneracy pressure) سوف يجلس فى مقعد السائق ,
الجاذبيه لن تستطيع ان تضغط النجم أكثر من ذلك, سوف يجلس هناك ليبرد ببطء حتى يصل الى حاله تسمى بـ :




القزم الأبيض (White Dwarf)


القزم الأبيض هو نوع غريب جداً من النجوم فهو كثيف للغايه, القزم الأبيض لديه ما يعادل كتلة 3000 مره كتلة الأرض مضغوط فى كره من الغاز بحجم الأرض, فاذا كان
لديك قلم رصاص فقط سيكون وزنه عدة أطنان على النجم الأبيض .

القزم الأبيض هو الحاله الأخيره لنجم مثل شمسنا , ولكنه ليس ميتاً بعد فهو سيظل مضيئاً لمليارات السنين حيث سيظل يشع مخزون حياته من الطاقه , لذلك فانه يطلق عليه
فى الوسط العلمى (نجم متقاعد ).

وهذا سيكون مصيرشمسنا, لكن بعض الأقزام البيضاء قد يكون لديها أمل فى مغامره أخيره .


يتبع ..
رد مع اقتباس