ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - .. الإعجاز العددي في القرآن الكريم ..
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-02-2007, 00:53
الصورة الرمزية ايومي
ايومي
غير متواجد
خبير فيزيائي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 1,791
افتراضي .. الإعجاز العددي في القرآن الكريم ..

أدناه مقال عن الإعجاز العددي للمهندس عدنان الرفاعي نقلته لكم من الشبكة بدون أية زيادة أو نقصان ، لما فيه من الفائدة للمسلمين .
الإعجاز العددي في القرآن الكريم

المعجزة حقيقة يراها البشر و يستحيل عليهم الإتيان بمثلها ، و هي برهان من الله تعالى لإثبات مصداقية منهجه الذي يحمله رسله عليهم السلام..
و المعجزة بشكل عام هي خرق للمألوف ، إما بخرق القوانين الكونية التي اعتاد عليها البشر ، و تكون بذلك فعلاً من أفعال الله تعالى ، ساحته عالم المادة و المكان و الزمان ( عالم الخلق ) .. و إما بإظهار أسرار الوجود ، و تكون بذلك متعلقة بصفات الله تعالى ، و ساحتها عالم ما وراء المادة و المكان و الزمان ( عالم الأمر ) ..
ففي معجزة موسى عليه السلام نعلم أن مسألة شق البحر هي معجزة كونية مشاهدة من قبل بني إسرائيل آنذاك ، و من قبل فرعون و قومه ، و هي عمل كوني ( فعل من أفعال الله تعالى ) ، يستحيل على أولئك البشر القيام به بذات الحيثية التي حصل بها .. و كذلك معجزة تحوّل عصا موسى عليه السلام الى حية تسعى ، و كذلك إخراج يده بيضاء للسائلين .. كل ذلك - إضافةً لباقي المعجزات التي أُيد بها موسى عليه السلام – معجزات كونية ساحتها عالم المادة و المكان و الزمان ، و بالتالي هي معجزات آنية لجيل من الأجيال دون غيره ، و لا تكون معجزات للأجيال اللاحقة إلا بعد تصديق هذه الأجيال للرسالة و المنهج الذي أنزل على موسى عليه السلام ..
و كذلك الأمر في المعجزات التي أُيد بها عيسى عليه السلام ، و هي إحياء الموتى بإذن الله تعالى ، و إبراء الأكمه و الابرص ، فهي معجزات تنتمي لعالم الخلق ( عالم المادة و الزمان و المكان ) ، و أفعال في أزمنة و أمكنة محددة ، كمعجزات كونية للذين عاصروا نزول المناهج السابقة ..
و هكذا فالمعجزة شيء ، و المنهج شيءٌ آخر ، فمعجزة موسى عليه السلام -كما نعلم - هي شق البحر ، و إخراج يده بيضاء ، و تحول عصاه الى حيةٍ تسعى و ... الخ ، أما المنهج الذي أنزل عليه لتبليغ قومه فهو التوراة .. و معجزة عيسى عليه السلام هي - كما نعلم - ولادته من دون أب ، و إحياء الموتى بإذن الله و إبراء الأكمه و الأبرص ، أما المنهج الذي أنزل عليه لتبليغ قومه فهو الإنجيل.
أما بالنسبة لمعجزة الرسول محمد (ص) ، و المنهج الذي أُنزل إليه لتبليغ البشر ، فالأمر مختلف تماماً .. إن المعجزة – هنا - هي القرآن الكريم ، و المنهج هو القرآن الكريم ، أي أن المعجزة هي ذاتها المنهج ..
و في حين أن المعجزات السابقة هي - كما قلنا - ضمن إطار المادة و المكان و الزمان ، و أفعال من أفعال الله تعالى و خاصة بجيل دون غيره ، فإن معجزة القرآن ، تتعلق بصفات الله تعالى ، و مستمرة في كل زمان و مكان و لا يمكن لمخلوق أن يحيط بها ، و لها عطاء متجدد حتى قيام الساعة ..
هذه المسألة التي تميز ماهية القرآن الكريم ( كمعجزة و كمنهج )عن ماهية المعجزات و المناهج الأخرى ، بينها القرآن الكريم في النقطتين التاليتين:

  1. الكتب السماوية جميعاً - بما فيها القرآن الكريم – ( كمنهج و ليس كمعجزة ) ، هي كلام الله تعالى ، أي أن معانيها و ما تحمله من دلالات وأحكام ، هي من الله تعالى ، و هذا لا يفرض أن تكون الصياغة اللغوية ( القول ) لتلك الكتب من الله تعالى .. بينما القرآن الكريم ( كونه معجزة ملتحمة بالمنهج ) ، إضافةً إلى أنه كلام الله تعالى ، هو قول الله تعالى ، أي صياغة لغوية من الله تعالى ..
    (( أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين )) [ المؤمنون :23\68 ]
    (( إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً )) [ المزمل : 73\5 ]
    (( إنه لقولٌ فصل (13) و ما هو بالهزل )) [ الطارق : 86\13-14 ]
    - فالقرآن الكريم الذي نزل تبياناً لكل شيء (( و نزلنا عليك الكتب تبياناً لكل شيء)) [ النحل : 16\89 ]
    يؤكد لنا – كما نرى –في ثلاث آيات أنه قول الله تعالى ، في الوقت الذي لا توجد فيه آية واحدة تشير الى أن الكتب الأخرى هي قول الله تعالى ...
    و لذلك تحدى الله تعالى الإنس و الجن على أن يأتوا بنص مماثل للنص القرآني ، في الوقت الذي لم يتحدّ البشر في أن يأتوا بنص مماثل للكتب السماوية الأخرى .. و هذا دليلنا على تعلق الصياغة اللغوية للقرآن الكريم بالله تعالى و صفاته العظيمة ، و أن هذه الصياغة هي - بما تحمله من أدلة و معان – المعجزة في القرآن الكريم .. فكون القرآن الكريم هو كلام الله تعالى ، يقتضي كونه منهجاً لله تعالى .. و كونه قول الله تعالى يقتضي كونه معجزة صالحة لكل زمان و مكان ..
    (( قل لئن اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً )) [ الإسراء 17\ 88 ]
  2. الكتب الأخرى كمناهج مجردة عن المعجزات ، و كونها صياغة لغوية غير متعلقة بالذات الإلهية و صفاتها ، تحمل من المعاني و الدلالات ما لا يخرج عن إطار ساحة إدراك المخلوقات ، ولا يوجد تأويل لنصوص تلك الكتب خارج ساحة إدراك المخلوقات .. بينما في نصوص القرآن الكريم ( كمنهج للبشر و كمعجزة متعلقة بالذات الإلهية و صفاتها ) نرى أنه في الوقت الذي تحمل فيه هذه النصوص دلالات و معانٍ تدركها المخلوقات ، تحمل في الوقت ذاته دلالات و إشارات لا يحيط بها إلا الله تعالى ، و هذا ما أشار إليه القرآن الكريم بعمق تأويل القرآن الكريم .. يقول تعالىوما يعلم تأويله إلا الله ) آل عمران : 3/ 7 (ولقد جئنهم بكتب فصلنه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون (52) هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق ....... ) الأعراف : 7 / 52-53
فالإطار الأخير لحدود دلالات النص القرآني لا يحيط به إلا الله تعالى ، ولا يستطيع البشر النظر الى هذا الإطار إلا في الآخرة كما يبين القرآن الكريم ..
و سنبحر الآن مع بعض الدلالات الإعجازية لهذا الجيل ، لنرى جانباً هاماً من جوانب الوجه الإعجازي التي لا يحيط بها إلا الله تعالى ..
لو أخذنا مجموع ورود أي كلمة قرآنية ، لرأيناه مختزلاً للحقيقة العددية التي ترتبط بها المسألة التي تصفها و تسميها هذه الكلمة ، و لكان لهذا المجموع إرتباطاته العميقة مع مجاميع الكلمات الأخرى .. و هذا لا يعني أنه مطلوبٌ منّا أن نحيط بالحقائق المرتبطة بمجموع أي كلمة قرآنية ، لأننا لا نحيط أصلاً بالحقائق الكونية التي تصفها و تسميها هذه الكلمات..
رد مع اقتباس