[طفل]

[align=center]بلدة الزيت
(مقبرة الأم و الحكمة )

رائحة الزيت المحروق تملأ فراغ النفوس
تضيق بس سماؤهم فلا تكاد تتسع لزفرة من زفراتي
لا جبال ولا تلال , ولكن لا تكاد تجد موضع لسجود بين أكوام الخذلان

أبعد مايكونوا عن الصمت
وأقرب مايكونوا من البهت
يغتالون الطفل ,
ويخونون الكهل , ويسقون الورود بالدم
ما أقواهم !
وما أقوى الحجة عليهم !

يطاردون فريستهم كالضباع الجوعا ,
وينهشون كل جميل فيها
هذه رجولتهم
و من يستعف بينهم هو نقيصهم
و الله ما عرفوا الرجولة يوما
و لن يعرفها من هان عليه فعلهم
( و يقولون لو عرفت كذا وكذا لما قلت , و ما رأيناك إعتزلت )
و الله مايذلني ما أذلهم
و لا تهينني دنياهم
إن هي في نظري ( فرصة وعد صادق )
وهيهات أن تنفعهم
شربت من دمهم الشهوات
و أكلت من عيشهم الملذات
آثرو الدنا عن السلوى
و الرياء عن التقوى
و جعلوا أفضل المنى
مالا بعدد الثرى
ربي إرحم روحا راجفا بينهم
و جسدا أرقه شوقه لسجود بعيدا عنهم

من يعيد لطفلي روحه ؟
و لون خدوده
و بريق عينيه , ونعومة يديه
و بعضا من نشوته ؟
لا أحد ... ( سوى عينان ضاحكتان )
لا أحد... ( سوى رجل كالمطر )
و قلب بعطائه ( لا يبقي ولا يذر )
أيه المجرمون , لم تخلق الطفولة لتسلب
أو لتعيش في مدينتكم
و تحت معولكم

أيه المجرمون , أين أنتم من ( عبرة تقودكم لعبرة ) !
أين أنتم من رجال صبرهم كصبر السواقي
ينظر الأطفال بعينهم ,
و تمطر السماء من غسولهم
و تنتشي الذابلات بمرورهم
ربيع هي ربوة مشوا بها
وطيب هم بين جلاسهم

أيه المجرمون , كفاكم و كفاااااااا
وإلا فأذنوا بفرس من نور
في ساعة استجابة
عليها فارس من حق
بيده سيف من قدره



[/align]