ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - ظاهرة البرد
الموضوع: ظاهرة البرد
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-02-2007, 02:14
الصورة الرمزية البالود
البالود
غير متواجد
المراقب العام
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 8,801
Exclamation ظاهرة البرد

دراسة ظاهرة البرد



تعتبر دراسة ظاهرة البرد من أصعب أنواع الدراسة حيث تبلغ سرعة التيارات الهوائية 160 كيلومتراً في الساعة، وتنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، وعند هذه الظروف وفي الغيوم الركامية العالية يبدأ تشكل حبات البرد. صفحة المياه لهذا الأسبوع نقلت عددا من التساؤلات حول هذه الظاهرة للمهندس عبد الدائم الكحيل، الباحث في الإعجاز العلمي القرآني، وأحد المهتمين عربيا بدراسة هذه الظاهرة، فأجاب عليها عبر اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» من مقر إقامته بحمص ـ سوريا، حيث شملت تلك التساؤلات نظرة الناس قديما لظاهرة البرَد، وتفسير العلماء لتشكلها، وعن ابرز تأثيرها الاقتصادي، وعن مدى وجود دراسات عربية لهذه الظاهرة، وعن وجود تفسير قرآني لتكوّن البرَد.



****




> كيف كان الناس قديماً ينظرون لظاهرة البرَد وغيرها من الظواهر المرتبطة بالأمطار والمياه؟

ـ لقد نُسجت الأساطير قديماً حول الظواهر الكونية المخيفة مثل كسوف الشمس والبرق والرعد وظاهرة البرَد، فكان للناس معتقدات ينسبون فيها هذه الظواهر إلى الآلهة، فالكسوف يعني غضب الآلهة أو موت زعيم عظيم أو خسارة معركة. والبرق هو العصا التي يستخدمها بعض الآلهة في الحرب مثل الإله "زيوس" في الأساطير الإغريقية القديمة. أما البرَد، فكانوا يتصورونها على أنها حجارة ترمي بها الآلهة أعداءها.. وغير ذلك من الأساطير التي لا تقوم على أي أساس علمي، لكن العصر الحديث قد شهد تطورات مهمة في تفسير وتحليل هذه الظواهر الكونية بشكل أظهر وجود قوانين فيزيائية دقيقة تحكم تشكل البرد داخل الغيوم.


****


> إذن كيف يفسر العلماء اليوم تشكّل البرَد وآلية نزوله؟ وما هي القوانين التي تحكم هذه العمليات المعقدة؟

ـ في البداية تبدأ التيارات الهوائية بدفع وسوق الغيوم المتفرّقة باتجاه الأعلى، فحبات البرَد الصغيرة يتطلب تشكيلها تياراً هوائياً سرعته وسطياً 45 كيلومتراً في الساعة، أما حبات البرَد المتوسطة فتتطلب تياراً هوائياً بسرعة 88 كيلومتراً في الساعة تقريباً، حبات البرَد الكبيرة تتطلب تياراً هوائياً سرعته 160 كيلومتراً في الساعة تقريباً.

ثم تبدأ هذه الغيوم بالتجمع والتآلف، ثم بعد ذلك تتراكم الغيوم فوق بعضها بعضا مشكِّلة ما يشبه الأبراج العالية التي تمتد لعدة كيلومترات في الغلاف الجوي!. في هذه الغيوم سوف تبدأ قطرات المطر بالتشكل، وكل مليون قطرة ماء باردة، سوف تتجمع لتشكل قطرة مطر واحدة! ويبدأ تشكل البرَد عندما تكون درجة الحرارة منخفضة جداً، دون الصفر، حيث تتجمع قطرات الماء الصغيرة والشديدة البرودة لتتجمد وتشكل حبة البرَد. ويقول العلماء: إن حبة البرد الواحدة والصغيرة، يستغرق تشكلها زمناً 5 ـ 10 دقائق، وتحتاج لمئات الملايين من قطرات الماء التي تتجمع لتشكيل حبَّة برد واحدة!، وقد يصل أحياناً قطر حبة البرَد إلى 15 سنتيمترا، وتصطدم بالأرض بسرعة 180 كيلومتراً. يتشكل البرَد على ارتفاعات عالية تصل إلى 18 كيلومتراً.

عندما نقطع حبَّة البَرَد إلى نصفين، نلاحظ عدداً من الحلقات على شكل طبقات متعددة تماماً كحلقات البصلة، وهذا يعني أن حبة البرد تتشكل على مراحل كل مرحلة تنمو فيها حلقة. وقد لاحظ العلماء أن المطر ينزل من كل الغيمة، بينما البرد يسقط فقط من ممرات محددة من الغيمة وتدعى صفوف البرد.وعلى كل حال، إما أن تذوب حبة البرَد قبل وصولها إلى الأرض، أو تكون صغيرة الحجم فتذوب داخل التيار الهوائي في الغيمة. وقد تبين أن معظم البرَد المتشكل في الغيمة يذوب قبل وصوله إلى الأرض!

****


> هل هنالك أضرار يسببها تساقط البرد؟ وكيف يمكن تلافي هذه الأضرار؟ وما هي الدراسات حول البرد باللغة العربية؟

ـ تذكر الإحصاءات اليوم بأن تساقط البرَد تسبب بخسائر تصل لمئات الملايين من الدولارات في العام الواحد!، فمثلاً في عام 1981، في الولايات المتحدة، سببت عاصفة رعدية نزل فيها البرَد بكميات كبيرة لمدة ربع ساعة، خسارة أكثر من 100 مليون دولار!، وقد يكون حجم حبات البرَد كبيراً بما فيه الكفاية ليسبب أضراراً بشرية أيضاً، فأكبر حبة برَد سقطت كانت في ولاية كنساس عام 1970 وتزن 750 غراماً. وفي إحدى عواصف البرَد في عام 2000، قُتل أحد الناس عندما سقطت عليه حبَّة برَد بحجم حبة التفاح، وذلك في الولايات المتحدة. لذلك يجب أخذ الاحتياطات اللازمة لتلافي هذه الأضرار، ومن فضل الله تعالى أن تساقط البرَد هذه الفترة لا يسبب أضراراً تذكر في البلاد العربية، لكن أخذ الاحتياطات واجب.
ولا توجد أبحاث حول ظاهرة البرَد باللغة العربية إلا ما ندر، وبالتالي أود أن أغتنم فرصة لقائي بـ«الشرق الأوسط»، وأوجه دعوة للمختصين في علوم الأرصاد في بلادنا العربية بضرورة إعطاء هذه الظاهرة أهمية في دراستها ونشر أبحاث حولها لتلافي الخسائر أو الأضرار المادية والبشرية في ما لو تساقط البرَد بحبات كبيرة لا قدر الله.

****





أجرى الحوار الأستاذ عبد الله الجمعان

نشر هذا الحوار على جريدة الشرق الأوسط العدد الصادر بتاريخ 26 نوفمبر 2005.

---------------- ونقلته بتصرف يسير -----------------

تقبلوا خالص الود والتقدير
__________________
نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا
اتسعت لنا السماء

فكيف نيأس ؟!!
رد مع اقتباس